مكتبة الأدب العربي و العالمي

جبل الجن الجزء ٢

سالم: أي والله معروف إنه جبل مهجور من زمان وكانت الحرائق تشتعل فيه فجأه !

وفي الطريق إلى هذا الجبل

كان ناصر يسوق سيارته ورجلاه ترتعشان ولكن  كان يخاف أن يرجع إلى أصدقائه فيضحكوا عليه والهدوء والخوف سيد الموقف قاطع محمد هذا الصمت

محمد: ناصر وين هذا الجبل

ناصر: باقي شوي بس شوف يامحمد إذا ماتبي نطلع عادي نرجع ترى مافيه أحد يجبرنا نسوي شئ مانبي نسويه

محمد: ههههههههههههههههههه وين كلامك يوم كنا جالسين ؟

ناصر: ( وكله خوف ورعب ) لا يا أخي بس أنا أخاف عليك صراحة

محمد: ههههههههه لا عادي روح

ناصر: ( وأقدامه ترتعش بقوه من الخوف ) شفت سالم كيف كان خايف ههههههه

محمد: من حقه يخاف مافيه أحد يتحدى الجن
فأنصدم ناصر ووقف شعر رأسه

ناصر: بس أنا ما تحديتهم تحديت سالم نفرزني بكلامه يا أخي

محمد: ماعلينا أنت الحين قد كلامك

ناصر: ( بتلعثم ) أفا عليك وباقي نص ساعه ونوصل

كانوا يمشون في طريق مظلم لا يوجد به إلا سيارتهم لا بشر ولا سيارات ولا حيوانات هذا الطريق المؤدي إلى ( جبل الجن )

وفي أثناء السير بالسياره لمح ناصر جسم أبيض طويل يمر من أمام السياره ووضع قدمه على ( الفرامل ) وبقوه

نظر إليه محمد بدهشه

محمد: وش فيك ؟

ناصر: والله العظيم شفت شئ يمر قدام السياره

محمد: ههههههه لالا تتخيل شكلك

ناصر: والله ما أتخيل

محمد: روح توكل على الله كمل طريقك

ناصر : شكلي اتخيل يلا مشينا ..

وفي الطريق إلى هذا الجبل

بعد وصولهم رأى محمد جبل مظلم بشكل إنحدار ورأى صخور كبيره جداً وأشجار ذات أشكال مرعبه فـ ( بلع ريقه )

محمد: ياناصر الحين بسألك سؤال هام
ناصر: هلا
محمد: الحين وش نسوي هنا
ناصر: والله يا محمد خلاص وصلنا هنا بعد مشوار طويل يعني كل اللي راح نسويه نأخذ جولة نشوف وش هالجبل الي  مخوف الناس ونرجع

محمد: يالله نزلنا ، معك كشاف
ناصر:ايوه معاي

أوقف ناصر سيارته وأتجه إلى هذا الجبل الغامض برفقة صديقه محمد قبل الصعود إلى الجبل تمنى ناصر أن القدر غير اتجاهه ولكن  لا مفر له إلاالصعود واستكشاف هذا المكان الموحش
عند صعودهم للجبل شاهدوا أحذيه قديمه جداً وشاهدوا قطع ملابس ملقاه على الطريق

قطعوا ربع الطريق وأنقطع نفسهم والغريب في الأمر أن أبراج الجوال ذهبت فجأه

ناصر: يامحمد أنقطع نفسي ياأخي
محمد: والله حتى أنا الأكسجين معدوم هنا نهائيا بس شد حيلك خلاص شوي ونوصل لوسط الجبل

وفي هذه الأثناء سمعوا أطفال يلعبون ويعلوا ضحكهم وعندما ينظروا  لإتجاه الضحك يسمعون صوت بكاء أطفال خلفهم .

عندها لم يفعل ناصر شئ غير البكاء من الخوف وهو في الـ 23 من عمره

أصاب محمد الذهول والخوف في نفس الوقت وجسمه يرتعش بشده

محمد: ناصر يالله رجعنا
ناصر: والله ما أدري وين طريق السيارة ؟
ناصر: يا غبي الكشاف في إيدك من اليوم ولا تعرف كيف نرجع للسياره
فقال محمد وهو يبكي: مافيه نور ولافيه أثار ترجعنا للسيارة

وفجأه سمعوا صوت يناديهم من بعيد صوت إمرأه تطلب منهم مساعدتها بعد مملاه أقروا أن يذهبوا لهذا الصوت وأتجهوا نحو الصوت وناصر يبكي ويشتم نفسه على شجاعته
نعم شجاعته هي من أوصلته لهذا المأزق

ناصر: يا محمد حتى لو كانت جنيه يمكن تساعدنا ونطلع من هنا صح ؟
محمد: يا أخي والله العظيم إني خايف

ويمسك ناصر بكف صديقه محمد بقوه وعندما وصلوا للصوت وجدوا قطعة قماش تحترق على أحد الأشجار في هذا الجبل

وهم ينظرون لقطعة القماش أمتدت يد لتلامس ظهر ناصر فألتفت للخلف وهو يبكي فوجد طفل يبتسم إليه في هذه اللحظه كان محمد ينظر لقطعةالقماش والنار تلتهمها ولم يشعر بما يحدث

فقال الطفل الصغير وهو مبتسم: أمي تقول لكم أنكم أيقضتوا أخي الصغير من النوم

فسقط ناصر في وقتها مغشياً عليه عندها أنتبه محمد له وحاول أن يساعده لكي يستعيد وعيه ولكن  ناصر كان يرتعش على الأرض

وفي هذه الأثناء ومحمد يبكي على ناصر ويحادثه إذ بحجر صغير يقذف عليه ونظر بإتجاه القذف فوجد إمرأه وبجانبها ولد صغير تبتسم إليه

فقالت لقد سكن ولدي الصغير في جسم صديقك ناصر فلا تحاول وصرخت صرخه قويه جداً في وجه محمد فما كان منه إلا أن يزيد في البكاء وبيده صديقه ناصر
فقالت له هل تظن بأنك ستخرج من هنا؟

وما كان من محمد إلا النظر إليها والبكاء

وفجأه رأى هذه المرأه تبكي وتأكل إبنها الصغير الذي كان بجوارها وهي تخاطب محمد ( الأن أنت أصبحت إبني)

محمد وصوته يزيد بكاء وخوف: أنا إنسان

وفجأه صرخت هذه الجنيه صرخه قويه أهتز من قوتها هذا الجبل وأقتربت من محمد وأمسكته من عنقه وهي تقول له

أعلم إنك من الإنس ولكنك  قتلت إبني الصغير عند صعودك للجبل كان نائماً وقتلته وأنت تسير

في هذه اللحظه فقد محمد وعيه وهو بين إيدي هذه الجنيه فنظرت إليه وهي تبتسم وتلمس وجه محمد ووضعته على الأرض

فتعالت الضحكات فيهذا الجبل وأتى قوم من الجن وأدخلوا محمد وناصر داخل كهف في الجبل لم يدخله بشر أبداً

بعد يومين من الحادثه لاحظ سالم وصديقه عادل أن محمد وسالم لم يأتوا للسهر معهم فذهبوا إلى بيت أبو ناصر

فوجدوا البيت بحالة هستيريه وتواجد كثيف للدوريات الأمنيه وأبو ناصر يبكي على ولده كالمجنون فسلم سالم على أبو ناصر وقال له بأن ناصر وصديقه محمد ذهبوا
الـ ( جبل الجن ) قبل يومين وأنه كان يظن أنهم رجعوا من هناك

فصعق أبو ناصر وأبلغ الملازم بهذا الكلام فذهبوا بسرعة بإتجاه الجبل ووجدوا سيارة ناصر وكثفوا عمليات
البحث في كل مكان في الجبل ولكن  الصدمة أنهم وجدوا جوال ناصر في الأرض بالقرب من الشجره

التي كان القماش يحترق فيها ولا وجود لناصر ومحمد فتحفظوا على سيارة ناصر وفتحوا محضر بهذه الحادثه !

فبكى أبو ناصر وما كان منه إلا أن يقول: لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم ، اللهم رد إبني رداً جميلا

بعد أسبوع من البحث والتحري لم يجدوا شئ ولكن رأى سالم في منامه شخص يحادثه ويقول له لقد كنت أسمعكم عندما

كنتم تتحادثون في تلك الليله على من يأتي إلينا عندما قام صديقك ناصر من جلستكم هو ومحمد وأتى إلينا

كل ما أريده منك هو أن تبلغ أهل محمد وناصر أن يقيموا العزاء من اليوم لأن حياتهم أنتهت

فجع سالم من نومه العرق كالسيل على وجهه ورأى ونظر للساعه ووجدها الـ 3 فجراً فبكى ولام نفسه أن ترك أصدقائه يذهبون

دخل قلب سالم الحزن والصبر وأخذ يتلوا القرآن وصلى
ركعتين .

وذهب وحيداً لهذا الجبل وعند الوصول وقف في بداية الجبل

وهو يبكي ويشم رائحة أحبابه ناصر ومحمد وأخذ يرفع

صوته قائلاً ( يا معشر الجن أنا لست هنا لدخول مكانكم

وإنما لأحادثكم )

فأنتظر لمدة ربع ساعة ولم يجد أي جواب فقال ( ألا يوجد فيكم شجاع يحادثني )

فسمع صوت قادم من الخلف فنظر ورأى فاس متجهه نحو رقبته وطار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق