حين سمع ملك السلاجقة “ألب أرسلان بزحف الروم إليه في ملاكرذ بمائتي ألف قد غطوا الأودية ، والسهول والجبال، ل لم يأثر ذلك في عزيمته رغم أن جيشه لا يتجاوز العشرين ألف ، فخطب فيهم: اخرجوا في سبيل الله ، وإما أن نموت بكرامتنا ، وإما ننتظر أن نموت بذُلَنا!!فأجابوا: نحن من خلفك أيها الإمام .فسار بهم ، وإذا بهم خمسة عشر ألفًا ، فلما عاينوا الكفار لم يبق إلا اثنا عشر ألفًا مستعد للشهادة ولقاء الله !! ، أمام مائتي ألف.فقال ألب أرسلان: عزمت ألا أقاتلهم إلا بعد الزوال. فقالوا: ولم؟! قال: إن اليوم جمعة ، وفي هذه الساعة يقف كل المسلمين يدعون أن يعز الله دينه ، وينصر أولياءه ، فأحببت أن تصيبني دعوة المسلمين.
فصلى ودعا ثم اقترب الصفان ، وقال لجنده: إن حملت فاحملوا معي دفعة واحدة ، ولا ترموا بسهم حتى أكون أوَلكم رميًا .. فكبر ثم حمل عليهم ، فاخترقوا الصف الأول والثاني، وعشرين صَفًّا ؛ حتى وصلوا لملكهم، فقتلوا من حوله ، ثم أسروه ، وعادوا والهتاف يملأ صفوف الجانبين: (أُسر الملك .. أُسر الملك).
فاضطرب الروم وهربوا ، وقد وقعوا بهم القتل بأعداد لا تحصى كثرة ، وأتي بالملك رومانوس الرابع مربوطًا إلي السلطان “ألب أرسلان” وهو جالس على سريره ، فقال للملك: لو كنت مكاني ماذا كنت تفعل؟ قال: أقتلك. فردَ ألب أرسلان: أنت أذل عندي من أن أقتلك ، أذهبوه فبيعوه في معسكر الجيش. فذهب الجنود به وكلما مروا على ملأ لم يشتره بأبخس الأثمان ، حتى وجدوا في آخر الجيش رجلاً معه كلبا، فقال صاحبه: لو بعتموه لي بهذا الكلب أشتريه؟.فعاد الجنود للسلطان “ألب أرسلان” وأخبروه ألا مشتريًا إلا صاحب كلب.فقال: الكلب أشرف من هذا الرجل ، فإنه ينفع ، وهذا رجل لا ينفع ، أعطوه الرجل وأبقوا الكلب له.
عن حكايات زمان