اقلام حرةخواطر

ذاكرة المكان محمد حافظ

:((يا زائري لا تنسني من دعوة لي صالحة …
فارفع يديك الى السّماء واقرأ لروحي الفاتحة)) ..
هذا شعر محفور على شاهد قبر في قريتي* … وبرغم مرور الأيام والليالي على ابتعادي عن القرية وفراقي لها منذ عشرات السنين فإن هذا الشعر لا يزال يحضرني منقوشاً بذاكرتي ومرسوماً بمخيلتي …
كنت اتوجه ليلا مع اترابي ، فنسير في طرقات القرية .. طرقات بلا عناوين ولا اسماء ، طرقات تلفها العتمة فلا ضياء ولا كهرباء، هو القمر فوقنا ينير الارض من حولنا والسماء .. فإذا ما خرجنا من اطراف القرية، وبتنا على مشارف المقبرة، جلسنا الى جوار ذلك القبر، نتحدث ونتسامر، وقد تبدر من احدنا التفاتة أو نظرة عابرة إلى ذلك الشعر ، لكن أحداً منا ما كان ليخطر بباله أن يلبي الدعوة فيقرأ الفاتحة ، اننا لسذاجة طفولتنا وبساطة فهمنا ، لم نجهد انفسنا حتى لمعرفة نزيل ذلك القبر ..
وإنني اتساءل اليوم .. ترى متى ستكون العودة الى الوطن ؟ فأصلي بمحاذاة ذلك القبر ، واتلو على روحه الفاتحة ..
*(طلوزة قرية الكاتب) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق