مكتبة الأدب العربي و العالمي

سارجة أميرة الجان وعلياء – النصف – الاول

عاشت طول عمرها بتعاني من اضطهاد الجميع لها وفي يوم من الأيام خرجت باكية من شغلها بسبب مديرها في العمل لأنه أهانها أمام زملائها وقررت أن تترك العمل بل الحياة كلها واتجهت نحو الجسر لتلقي بنفسها من أعلاه ونظرت للمياه وهي تتلألأ أثناء انعكاس إضاءة المصابيح في الليل على المياه فتبدو وكأنها الزجاج أسفل الجسر

واستعدت لإلقاء نفسها ولم يلاحظ أحد صعودها على حافة الجسر وبينما هي تغمض عينها وتركت جسدها يهوي لأسفل إذ بيد أمسكت بها ورفعتها مرة أخرى ونزلت علياء إلى الأرض فإذا بفتاة في مثل سنها تقف أمامها متسائلة وتقول لها :
لماذا تفعلين بنفسك هذا فأجابتها بنبرات كلها حزن :

لقد عانيت من تعاملات وأسلوب الآخرين معي منذ صغري وكتمت وتحتملت حتى فاض بي فلم أر غير ذلك من بد
فابتسمت لها الفتاة وقالت : أبهذه السهولة تفرطين في حياتك دون حتى أن تأخذي حقك ممن ظلمك ؟!

فردت عليها في انكسار وقالت : ليس لي قوة أو حتى سلطة كي أنتقم منهم
نظرت الفتاة إلى علياء وقالت : لا لديك وسيكون إن استمتعت إلى وعاهدتيني على أن لا تعصي لي أمرا
قالت علياء مندهشة : علام أعاهدك ومن أنت ولماذا ستساعديني بل وكيف استطعت أن تجذبيني أثناء سقوطي بمفردك ؟

ابتسمت الفتاة وقالت : سأجيبك ولكن تعالي معي لا تخافي
انطلقا الاثنتان واستقلتا سيارة وذهبتا إلى طريق صحراوي ودخلت علياء مع الفتاة منزل غريب مبني على الطراز القديم وتعجبت من تواجد هذا المنزل وسط تلك الصحراء

وفُتحت الأبواب وإذا بحراس غريبي المنظر يقفون خلف البوابات ويرتدون بدلا شديدة السواد وأعينهم تكاد تضيء في الظلام وبينما هما يسيران في الفناء إذ بفتاتان أخرتان استقبلتهما وفتحا لهما حجرة إضاءتها حمراء وأثاثها أسود قاتم وعلى الحائط رؤوس لحيوانات ذوات قرون كبيرة منفتحة الأعين وكأنها تنبض بالحياة

جلست الفتاة على كرسي عال في الحجرة وطلبت من علياء أن تجلس وفجأة تبدل شكل وهيئة الفتاة وأصبحت غريبة المنظر غريبة الثياب الذي من سواده يفوق سواد الليل ، وبدأت في الحديث قائلة : أنا سارجة أميرة من أميرات الجن وسأعرض عليك عرضا

اندهشت علياء مما سمعته وراعها وأحست بضربات قلبها تتزايد ولكن حاولت أن تهدأ نفسها وتطمئنها وتساءلت عن عرض سارجة .

فأجابتها سارجة : سأعرفك بنقاط ضعف كل شخص ممن ظلمك وطريقة الانتقام منه بل سأدعمك بقوة من جنودي ولكن يجب عليكي أن تتخلصي من آدميتك وأن ومشاعرك
ويصبح قلبك صلبا كحجارة من نار تحرق لا ترحم
أضاءت عينا علياء وأخذت تتنفس ببطء كي تهدأ
وفجاة قامت ومدت يدها لمصافحة سارجة تعبيرا عن القبول
#النصف__الاول

حكايات من العالم. الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق