ثقافه وفكر حر

عند جهينة الخبر اليقين ما أصل قصة ذلك المثل ؟

قصة مثلٍ ”
ـ خرج حُصَيْن بن عَمْرو بن مُعَاوية بن كِلاب، ومعه رجل من جُهَينة يقال له‏:‏ الأخْنَس بن كعب، وكان الأخنس قد أَحدثَ في قومه حَدَثاً، فخرج هارباً، فلقيه الْحُصَيْنُ فقال له‏:‏
مَن أنت ثكلتك أمك‏؟‏
فقال له الأخنس‏:‏ بل مَن أنت ثكلتك أمك، فردد هذا القول حتى قال: أنا الأخنس بن كعب، فأخبرني مَن أنت وإِلاَّ أنفذتُ قلبك بهذا السنان !
فقال له الحصين‏:‏ أنا الحصين ابن عمرو الكلابي، فقال له الأخنس‏:‏ فما الذي تريد‏..؟‏
قال خرجت لما يخرج له الفِتْيَانُ ( يقصد الصعلكة )
قال الأخنس‏:‏ وأنا خرجتُ لمثل ذلك
فقال له الحصين‏:‏ هل لك أن نتعاقَدَ أن لا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه‏..!؟
قال‏:‏ نعم، فتعاقدا على ذلك وكلاهما فاتِكٌ يَحْذَر صاحبه، فلقيا رجلا فسلَباه، فقال لهما‏:‏ هل لكما أن تردَّا علي بعض ما أخذتما منى وأدلكما على مغنم‏؟‏
قالا‏:‏ نعم
فقال‏:‏ هذا رجل من لَخْم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير، وهو خَلْفي في موضع كذا وكذا، فردَّا عليه بعضَ ماله ..
وطلبا اللَّخْميَّ فوجَدَاه نازلا في ظل شجرة، وقُدَّامه طعام وشراب
فَحَيَّيَاه وحَيَّاهما، وعرض عليهما الطعام، فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به، فنزلا جميعاً فأكلا وشربا مع اللخميُّ ثمّ أن الأخنس ذهبَ لبعضِ شأنه . فرجع واللّخميّ يتشحَّطُ في دمه ؛
ـ فقال الجهني وقد سَلَّ سيفه لإن سيف صاحبه كان مَسلُولا‏:‏
وَيْحَكَ فتكتَ برجل قد تحرَّمْنَا بطعامه وشرابه ! فقال الحصين أقعد يا أخا جهينة فلهذا وأشباهه خرجنا !
فشربا ساعةً وتحدثا، ثم إن الحصين قال‏:‏ يا أخا جهينة أتدري ما صعلة وما صعل‏؟‏
قال الجهني‏:‏ هذا يوم شُرْب وأكل،
فسكت الحصين، حتى إذا ظن أن الجهني قد نسي ما يُرَاد به، قال‏:‏
يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر‏؟‏
قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏
قال‏:‏ ما تقول هذه العُقَاب الكاسر،
قال الجهني‏:‏ وأين تراها‏؟‏
قال‏:‏ هي ذه، وتطاوَلَ ورفع رأسه إلى السماء، فوضع الجهني بادرةَ السيف في نَحْره، فقال‏:‏
أنا الزاجر والناحِرُ،
واحتوى على مَتَاعه ومتاع اللخمي، وانصرف راجعاً إلى قومه، فمرّ ببطنين من قيس يقال لهما‏:‏ مراح وأنمار، فإذا هو بامرأة تَنْشُدُ الحصينَ ابن سبيع، فقال لها: من أنتِ‏؟‏
قالت أنا صخرة امرأة الحصين، قال أنا قتلته، فقالت‏:‏ كذبت ما مِثْلُك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلواً ما تكلمتَ بهذا
فانصرف إلى قومه فأصلحَ أمرهم ثم جاءهم، فوقف حيث يسمعهم ويسمعونه وقال‏:‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكم من ضَيْغم وَردٍ هَمُوسٍ
أبي شِبْلَيْن مَسْكَنُهُ العَرِينُ

عَلَوْتُ بًيَاضَ مَفْرِقِهِ بِعَضْبٍ
فأضْحى في الفَلاة له سُكونُ

وَضْحَتْ عِرْسُه ولَهاَ عليه
بُعَيْدَ هُدُوءٍ ليلتها رَنِينُ

وكَمْ من فارسٍ لا تَزْدَرِيهِ
إذا شَخَصَتْ لموقِعِهِ العُيُونُ

كصخرة إذا تسائل في مَرَاجٍ
وأنْمَارٍ وعلمهُما ظُنُونُ ‏‏

تُسَائِلَ عن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ
وعنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ اليَقِنُ

فَمَنْ يَكُ سائلاً عَنْهُ فَعِنْدِى
لِصَاحِبِهِ البَيَانُ المُسْتَبِينُ

جُهَيْنَةُ مَعْشَرِي وَهُمُ مُلوُك
إذَا طَلَبُوا المَعَالِيَ لم يَهوُنُوا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق