منوعات
صورة من فلسطين مدينة خليل الرحمن للمسجد الإبراهيمي من الأعلى، وصورتان نادرتان جدا للكهف الذي يوجد تحت المسجد الإبراهيمي، والدرج الذي ينزل إليه، وهذا الكهف هو الذي دفن فيه رسل الله تعالى إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام، وزوجاتهم.
وقد ذكر أهل التواريخ أن نبي الله إبراهيم ﷺ دفن في المغارة في هذا الموضع، هو وزوجته السيدة سارة رضي الله عنها، وكذلك دفن فيه إسحاق ويعقوب عليهما السلام وزوجاتهم.
ثم ألحق بهم يوسف عليه السلام ودفن قريبا منهم.
وقد ذكر ابن القلانسي في تاريخ دمشق في أحداث سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (٥١٣هـ): “أنه حكى من ورد من بيت المقدس ظهور قبور الخليل وولديه إسحق ويعقوب الأنبياء عليهم الصلاة من الله والسلام، وهم مجتمعون في مغارة بأرض بيت المقدس، وكأنهم كالأحياء لم يبل لهم جسد ولا رم عظم، وعليهم في المغارة قناديل معلقة من الذهب والفضة، وأعيدت القبور إلى حالها التي كانت عليه”.
ومن اللطائف العجيبة ما ذكره أبو الحسن الهروي في رحلته قال:
“حدثني الفارس بيرن، وكان مقيما في بيت لحم، معروفا عند الفرنج لرحلته وكبر سنه، أنه دخل مع أبيه إلى هذه المغارة، ورأى إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، ورؤوسهم مكشوفة.
فقلت: كم كان عمرك؟
فقال: ثلاث عشرة سنة.
فإن صح ذلك فقد رأيت من رأى إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام يقظة لا مناما “.
وأخرج الحافظ ابن عساكر بسنده:
“أن أبا بكر الإسكافي خرج إلى موضع قبر إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وانفق على السدنة حتى كسب ودهم، وأرادهم أن يروه قبور الأنبياء في المغارة، فأجابوه إلى ذلك، وأنزله أحدهم ٧٢ درجة وفي نهايتها دكان عظيم من حجر أسود وإذا عليه شيخ متكئ على ظهره خفيف العارضين طويل اللحية وعليه ثوب أخضر، فقال له السادن: هذا إسحاق عليه السلام.
ثم ساروا غير بعيد فإذا دكان أكبر من ذلك، وعليه شيخ وله شيبة أبيض الرأس واللحية والحاجبين وأشفار العينين، وتحت شيبته ثوب أخضر قد جلل بدنه، فقال السادن: هذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
ثم ساروا غير بعيد فإذا رجل آدم شديد الأدمة كث اللحية مجلل بثوب أخضر، فقال السادن: هذا يعقوب عليه السلام”.
فإن صح هذا الخبر فهو مصداق حديث رسول الله ﷺ: “إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء”.
قال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي: “ما رأيت أحدا من الشيوخ الذين لحقتهم من أهل العلم إلا وهم يصححون أن هذا قبر إبراهيم الخليل وإسحق ويعقوب وأزواجهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ويقولون: ما يطعن في ذلك إلا رجل من أهل البدع، وهذا بنقل الخلف عن السلف ليس فيه شك”.
قال الإمام مالك رحمه الله: بلغني أنّ يوسف النبي عليه السلام قال: “ألحقوا قبري بقبور آبائي”.
قال الإمام ابن العربي معلقا وواصفاً لقبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الموجودة تحت المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل:
(قول مالك: “ألحقوا قبري بقبور آبائي” شاهدناه سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وجاورنا فيه أعواماً وأياماً آمنين في نعم فاكهين، وعلى الدرس والمناظرة متقابلين، وهو في قرية حبرون التي كانت لإبراهيم الخليل ﷺ، بينها وبين المسجد الأقصى ستَّة فراسخ، في سفح الجبل الذي كان فيه بيت رامة، مُتعَبَّد إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي وسط القرية بنيان مرصوص من حجارة عظام سوراً عظيماً، في داخله مسجد، في الجانب الغربي منه مما يلي القبلة إسحاق، ويليه في الجانب المذكور إبراهيم الخليل، ويليه في الطَّرف الجوّاني من الجانب الغربي يعقوب على نسبة متماثلة، وفيما يقابلها من الجانب الشرقي قبور أزواجهم على الاعتدال، وعلى كل قبر حجرٌ عظيم واحد، له الطول والعرض والعمق، وفي الجانب القبلي منه خارج هذا الحرم قبر يوسف منتبذاً، وهيأة قبر يوسف صلى الله عليه وسلم كهيئة قبورهم، وهذا أصح الأقوال في موضع قبره لأجل ذكر مالك له).
وقال أبو زرعة قاضي فلسطين: “أشهد أن هذا قبر إبراهيم لا شك فيه بنقل الخلف عن السلف”.
وقال الإمام النووي: “ومات إبراهيم ﷺ بالأرض المقدسة ودفن بها وقبره معروف بالبلدة المعروفة بالخليل، بينها وبين القدس دون مرحلة”
وقال الإمام ابن تيمية: “جمهور الناس على أن هذا قبره، ودلائل ذلك كثيرة، وكذلك هو عند أهل الكتاب”.
منقول…صفحات التواصل الاجتماعي