مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية لعبة الأرواح من قصص الرّعب والتشويق هالة في خطر (الحلقة 4)

في الغد ذهبت هالة إلى عرّافة من الغجر، وقصت عليها حكايتها الغريبة مع زوجها الذي لم تعد تعرفه ،استمعت العرّافة باهتمام شديد، وهي تهزّ رأسها متعجّبة ،ثم قالت : لا شكّ أنّ زوجك تحت سيطرة شيء لا أعلم ما هو ،والمؤكد  أنّه ملعون، سألتها هاله :وكيف يحصل ذلك ؟ أجابتها : لا أحد يعلم ذلك على وجه التحديد والعلاقة مع العالم الآخر هي قريبة أكثر ممّا تعتقدين كثير من الأشياء تعبر منها الأرواح والجنّ ،وقد تستولي على جسد شخص ما وتأخذ مكانه ،وأعتقد أن ذلك هو ما يحصل لزوجك ،سألتها هالة باإنزعاج، وخليل هل لا يزال موجودا ،أجابت العرافة : نعم ،لما رجعت هالة ،كانت مشوّشة الأفكار ،فهي من النّوع المثقف الذي لا يؤمن  كثيرا بالعوالم الخفيّة ،وقرّرت أن تدعو خليل لمطعم يقدم جراد البحر والمحار فإن كان زوجها فسيعرف أنّه حساس لهذه الأطعمة ،ولن يأكل منها ،وكانت تتمنى أن تكون مخطئة وأن خليل قد تغير نتيجة الحياة الجديدة التي بدأ يعيشها .
أحسّت هالة بالقلق لمّا وافق على الذهاب معها لمطعم الأسماك الواقع على النّيل ،وأبدى سرورا كبيرا بهذه الدعوة ،وفي السهرة لبس بذلة أنيقة ولمع شعره ،ولمّا دخل مع هالة، كانت جميع الأنظار ترمقه بإعجاب،لما قدم النادل طلبت المرأة طبقين من جراد البحر مع الليمون وسلطه خسّ وطماطم ،ورحّب خليل بذلك، ولمّا حضر  الطّعام أكل بشراهة وشرب زجاجة النّبيذ حتى نصفها ،وكانت هالة واقفة تنظر إليه دون أن تمدّ يدها إلى طبقها ،وأخيرا قالت له :ألا تعلم أنّك تشكو من حساسيّة لجراد البحر ؟ أجاب خليل :يا له من مزاح ثقيل !!! هيّا كلي، ولا تفسدي سهرتنا ،لكن بعد قليل جحظت عيناه واحمرّ جلده ،فصاحت في وجهه من أنت ؟ من المؤكد  أنك لست خليل ،وإلا عرفت بموضوع الحساسيّة التي تعاني منها منذ الصّغر ،كيف يمكن أن تجهل ذلك ؟ لكن خليل لم يردّ ،فلقد كان في أسوأ حال .
جرت هالة بسرعة ،وهي تلتفت وراءها لقد كانت تريد الرّجوع بسرعة إلى الفيلا لأخذ حاجياتها والهرب ،لكنها ما أن إقتربت من السّيارة حتى رأت خليل يشير لها أن تتوقّف ،وهو يهدّدها بقبضته، وتعجبّت كيف تمكّن من اللّحاق بها ،وهو مريض لا يقوى على الوقوف ،لم يعد لديها شكّ أنّ شيئا في منتهى القوّة قد سكن جسده ،لكنّها تمكّنت من ركوب السيارة ،وانطلقت بسرعة جنونية ،أما هو فنظر إليها بعيونه المحمّرة، وهي تبتعد ،وقال :لن تنجين مني هذا اليوم ،رجعت هالة مذعورة إلى البيت وجمعت ملابسها في حقيبة صغيرة ،وحين همت بالخروج فوجئت بخليل يسد عليها الباب وقد أصبح شكله قبيحا وأدركت أنه سيقتلها ،وحاولت أن تصرخ لكنها لم تقدر ،واقترب منها وهو فاتح يديه ليخنقها لكن في ذلك الوقت ظهرت العرّافة ،وصاحت في خليل: لا تجعل الشيطان يسيطر عليك !!! حارب من أجل إمرأتك وبيتك وأصدقائك .
ترنّح خليل قليلا، وبدا كأن صراعا يدور داخله ،ثمّ وقف فجأة ،وأدار رقبته إلى العرّافة ،وبقفزة واحدة صار إلى جانبها ثم ضربها فوقعت على الأرض ،ثم رفع ساقه ووضعه على رأسها، وتمتم سأسحقك أيتها اللعينة فأنت لا تعرفين قوتي، وسحرك لن يفيد في شيئ ، عرفت هالة أنها إذا لم تفعل شيئا فستموت تلك المرأة وهي معها ،وتذكرت أن خليل كان دائما ينزل للبدروم ويغلق على نفسه الباب ،ولما رآها تزل في الدرج الضيق ،ترك العرافة وجرى وراء إمرأته ،وقد زاد هياجه ولحسن حظ هالة وجدت الباب مفتوحا فدخلت وأغلقت على نفسها ،وبدأ خليل يضرب الباب بقوة محاولا تحطيمه ،في النهاية خلعه فلمح هالة وهي تحاول فسخ الطلاسم المرسومة على الأرض والجدران .

يتبع الحلقة 5 والأخيرة

حكايا زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق