مكتبة الأدب العربي و العالمي

الأول #قصة_توم

بينما كانت السماء تمطر بغزارة في الخارج وكنت انا جالس اتابع اخر الاخبار على صفحتي سمعت خربشة على الباب واصوات مواء فنهضت متثاقلا بإتجاه الباب حتى اتحقق من مصدر الصوت

ولما فتحت باب المنزل وجدت قط اسود جميل يقف عند العتبة وهو ينظر لي بعيون قرمزية براقة والغريب انه لم يكن مبلل من المطر فلعله قد دخل من سور الفناء الخارجي وتسلل الى هنا كانه لونه اسود عامق ذو فروة ناعمة ويبدو انه قد اقفل عامه الاول فشكله جميل ويوحي بالطف ونظراته كانت هادئة وجميلة فستشعرني منظره بالرقة

مددت يدي حتى حمله فلم يتحرك وكان مثبت عيناه إتجاهي ويصيح في مواء وكأنه يخبرني انه جائع ادخلته الى منزل وأعطيت بعض الأكل
اصبح ذلك القط صديقي ولا يفارق المنزل وحتى حينما اذهب الى فراشي كان يصعد معي وينام بجانبي وهو يلف جسده حوله في شكل دائري

احسست انه قد شعر معي بالامان والثقة وكان يراقب تحركاتي اينما ذهبت واذا صادفني وانا خارج من المنزل يجلس على عتبة الباب ويظل يراقبني

أطلقت عليه اسم تومي واشتريت له سلسلة بشكل قلادة وتحمل مصباح صغير يتدلى منها اسفل عنقه وكنت حين اناديه بأسمه يأتي الى عندي وهو يصيح في مواء وكانه يعرف ان هذا الإسم يخصه فيلبي النداء بعدما يسمعه

وكنت لا أعود للبيت الا ومعي طعامه الخاص فقد كنت احرص على الإعتناء به رغم انني لم أربي في حياتي قط ولكنني احست ان تومي قط مختلف هناك شيء ما يجذبني اليه

إنتهى فصل الشتاء وحصل فصل الرييع فوجدت ملامح وسلوك تومي بدأت تتغير فكان يخرج كثيرا الى فناء البيت ويراقب قطط الجيران وهو يحرك ذيله يمينا وشمالا في تلهف فعلمت ان هذه الفترة هي موسم التزاوج عند القطط

فإحتمال ان يذهب تومي مع قطة ولن يعود الى هنا طوال تلك الفترة التزاوج وربما لن يرجع الى منزل ثانية فلم أستطع ان أتصور ذلك وخاصة انني لن أظل طوال اليوم اراقبه فقد اغفل عنه وأجده قد إختفى

ذهبت الى جاري مروان لانه اكثر خبرة في هذه الأمور فنصحني بأن احقن قطي بحقنة هرمون منع تزواج فهي تكبح جماح رغبة عند القطط ولا تجعله يفكر في تزاوج وبذلك اضمن بقاء تومي الى جانبي

وفعلا ذهبت الى طبيب البطري في اليوم التالي واشتريت الحقنة بعدما علمني كيف احقنها للقط .
دخلت الى المنزل فوجدت تومي جالس بالقرب من الباب وما ان رأني حتى نهض من مكانه وراح منتظرا مني ان أنديه

فدخلت الى المطبخ ولبست أكفاف طبية في يدي أخرجت الحقنة وسحبت بها الهرمون الموجود في قارورة صغيرة وتوجهت الى تومي الذي كان جالس عند الباب يراقبني من بعيد ومنتظر مني نداه

وما ان ذكرت إسمه حتى جاء عندي مسرعا وهي يمو في سعادة منتظر مني ان أقدم اليه طعامه فأمسكته ووضعته على الارض وبعدها امسكت أرجله الخلفية ويداه وادخلت الابرة في جسده فأحس تومي بالألم فبدا ينتفض ويصرخ بين يدي من وجع وكاني كان يتوسلني ان اتركه و الا أفعل ذلك حتى أنتهى كمال الهرمون الذي في حقنة وسحبتها منه

فنهض بسرعة وذهب راكض الى زاوية الصالة وبقي واقف ينظر الي بنظرة حزن وخيبة وكأنه أحس ان هناك شيء غدر به وطعنه في قلبه دخلت الى مطبخ ونزعت اكفافي وغسلت يدي جيدا ومسحت ثيابي من بقايا شعر تومي الذي إلتصق بي وأخذت له طعامه وذهبت اليه حاملا اياه

وبينما انا متجها اليه وجدت تومي ملقى على الارض وهو يصك من وجع والالم وجسده كله يرتحف وعيناه قرمزية كانت تنظر نحوي بنظرات الموت المغدور
#الأول
#قصة_تومي

عن قصص وحكايا من العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق