مكتبة الأدب العربي و العالمي

سر_الطفل _الجزء_الخامس

جلس أفراد العصابة على الأرض منتظرين أوامر سيدهم الجديد فقد أصبحت حياتهم بين يديه يجهلون من يكون هذا المخلوق الغريب الذي ظهر لهم أول مرة في هيئة طفل ثم تغير فجأءة وأصبح رجل كبير بودهم لو يعرفون من يكون ؟!! ولماذا إختارهم هم بذات لفرض سلطته عليهم وسيطرته

راحوا يتطلعون إليه بنظرات تقتلها الحيرة والخوف من المصير المجهول الذي ينتظرهم قرأ ذلك في أعينهم وعرف ما يدور في ذهنهم أحضر كرسي وجلس أمامهم وقال قبل خمس سنوات كان هناك طفل صغير يلعب مع أصحابه في الحي كان طفلا في عمر الثامنة وهو أصغر أخوته بعد ثلاث بنات

كانت فرحة أمه وإبيه بمولدهم الذكر لا توصف فقد كان مدلل ومحبوب عند والديه إلى درجة كبيرة ورغم ان ظروفهم لا تسمح لهم بتحقيق كل متطلباته ولكن كان كل شيء يأتي عنده

كبر الطفل ودخل المدرسة وكان متفوق على كل رفاقه في الصف وهذا ماجعل أمه وأبيه يزدادون تعلق به وذات مساء وبينما هو يلعب مع أصدقائه أمام بيتهم المتواضع تأتي عصابة مكونة من ثلاث أفراد تختطفه من امام منزل وتهرب وتترك قلب أمه يتقطع وتترك عيون أباه تبيض من الحزن

يأخذون الطفل الى مشرحة ويق.طعونه الى أجزاء واطراف وكل طرف وجزء يباع في سوق كأنه قطع خردة فأي ذنب لأمه وأبيه حتى يتعذبوا كل هذه السنين وفي الاخير وفي الأخير تموت الام حزنا ويجن الاب لماذا ذلك فقط من اجل المال تتحمل هذه الاسرة حجم هذه الفجعة بدون رحمة وبدون قلب تسرقون طفل ليكون تسلية بين ايديكم

وهو يقطع ويشرح لقد اثار موت أمه فاجعة في نفسي وجعلني لا أنام فقد كنت أراها كل ليلة وهي تتعذب فأقسمت على الإنتقام انا من سنين أنتظركم وانتظر هذا اليوم وجاءت اللحظة التي أوقعتكم في شبكتي وحان وقت أخذ ارواحكم

تعقدت ألسنة العصابة على الكلام فلم تعد تعرف عن من يتحدث هذا الرجل فحاول قاسم ان يستفهم الامر منه فقال
هل لك ان تشرح لنا أكثر لا أفهم عن من تتحدث

طبعا لن تتفهم ولن تتذكر فكم من طفل بريء سرقتم وكم من قلب أفجعت اتعرف من أكون انا ؟
فقال قاسم في تلعثم
لا من تكون ؟
أنا قرين أم ذلك الطفل الذي خطفتموه من أمام منزلهم قبل خمس سنوات ومشهد العذاب الذي صنعتموه بها دفعني للانتقام القرين لا ينسى القرين لا يسامح بل يكون هدفه احيانا هو ان ينتقم اذا أحس ان صاحبه الذي يلازمه قد تأذى بفعل ما فتصورت لكم على هيئة ذلك الطفل حتى تأتوا لخطفه وتحضروني الى منزلكم هذا وانفذ فيكم القصاص العادل

إبتلعت العصابة ريقها من الخوف والرعب وهي لا تدري ما ينتظرها ولا يستطيعون ان يتحركوا او يصرخوا فكل شيء كان مقفول عليهم كأنهم منعزلين على العالم الخارجي

بدا أشرف ورمزي في البكاء كالاطفال وهم يتوسلون لهذا القرين الذي يتمثل لهم في صورة رجل خشن أن يطلق صراحهم مدعين ان كل سبب كان من قاسم فهو صاحب فكرة تشكيل العصابة لخطف الاطفال وهو زعيمها وعقلها المدبر

صرخ الرجل قائلا : لن ينفعكم ذاك أنا ايضا مثلكم مجرد من الرحمة والشفقة فلست أنسان حتى أشفق او ارحم بالعكس أحب التعذيب والانتقام خاصة عندما يتأذى الشخص الذي أقترن به فأنا قرين أم الطفل الذي نكلتم بجثته وجاء اليوم الدور عليكم انهضوا جميعا للمشرحة لتذوقوا نفس العذاب

عن قصص وحكايا.  العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق