يا كاتب الشعر إن الهم يغشانا
عرج على قبة صفراء تهوانا
و اكتب حروفك إجلالا لرفعتها
و انقش شواهد قبري مات عشقانا
سجل نشيدي بلون الشمس يحرقهم
اكتب مجازا و كان العرب إخوانا
للموت قد تركوا أبواب قبلتهم
باعوا لقرد و هذي القدس مسرانا
ماذا ستكتب للتاريخ حجتهم
أو من سيدلي إذا حوكمت برهانا
و اكتب لعمرك لا تبق لهم سترا
و ارفع بحرفك للرحمن شكوانا
يا كاتب الشعر قد بيعت حرائرنا
و الحر بيع بهذا العصر قربانا
و الدين أصبح منسوبا لشرذمة
أثرت من الدين أموالا و أثمانا
في الحيض أفتوا و هذا الحد مبلغهم
ما عاد حق و هذا الشيخ حيرانا
باعوك يا وطنا و الذل يصفعهم
والعجز يقتلهم و الجبن أحيانا
يا كاتب الشعر إن الخلق مرتحل
و الذوق راحت به الأيام هجرانا
تلقى الصغير و في أخلاقه خلل
لا خير فينا و هذا النت ربانا
و الأهل عنه في لهو و في طرب
رباه فيس فأضحى الزرع شيطانا
يا كاتب الشعر أسرج متن أحرفه
و اشحذ بحرفك سيف الحق غضبانا
عرج على حلب و اكتب مذابحها
و اكتب و أخبر بإن الحقد قد بانا
واسال عن الشام قد نامت و لا سكنت
قضوا مضاجعها ظلما و عدوانا
و القي شراعك في بغداد و اسألها
هلا بكيت على الأمجاد نسيانا
و اسأل بربك هل دكت معابدها
أو هل تبقى من العمران عمرانا
و ارحل إلي يمن الخيرات و اسألها
من قد كواها قبيل الصبح نيرانا
تلقى مصارعها من فعل جارتها
ألم تكوني بلاد العرب إخوانا!!
فالله ما خمدت أحقاد أمتنا
و الشر يقتلنا ظلما و بطلانا
يا كاتب الشعر عد للقدس و اسألها
حال العجائز قد أثقلن أحزانا
قبل منازلها و اسأل مآذنها
ما بالها خفتت للصوت آذانا
ما بال دمعتها أدمت محاجرنا
قامت حرائرها ترجو و تنخانا
يا كاتب الشعر قد جفت محابرنا
للقدس نكتب عرفانا و ايمانا
القدس في ألم تشكو لبارئها
و العرب قد برحوا صما و عميانا
هلا كتبت برأس الصفحة الاولى
سطرا يكون لهذا العهر عنوانا
أن العروبة قد ماتت برمتها
و العار أثقلها ذلا و خسرانا
فتح السرطاوي
