مكتبة الأدب العربي و العالمي

قبل_النوم 2

بينما كان الجندي يكمل طريقه مر على ثلاثة رجال بالعراء كانوا يلعبون الأوراق واندهش بوجود قدر معلق به حساء يغلي على الرغم من عدم وجود نيران بأسفله

تهامس ثلاثتهم مع بعضهم
قال الأول: من أين يأتي بهذه البذور السحرية نحن نعلم مالكها الوحيد والذي لا يمكن لغيرها امتلاك مثل هذه البذور العجيبة
قال الثاني: نعم إنها نفسها والتي تعود للأميرة المسحورة والتي قمنا بلعنها منذ زمن وحولناها لدب ضخم
قال الثالث: بالتأكيد إنه من قام بكسر اللعنة وإلا لما أعطته ما تتميز به دونا عن غيرها

عاد الأول للحديث من جديد: لا يوجد أمامنا إلا أن نلقي عليه لعنة حتى نتمكن من معرفة ما سنفعله
قال الثاني: يكفينا أن نبقيه نائما لمدة تكفينا من التحرك حتى لا يمكنه العودة والإفصاح عنا
قال الثالث: إذا سنلقي عليه لعنة ينام بها نصف عام أعتقد أنها مدة أكثر من كافية لتحركنا والتخلص من الأميرة المسحورة

لم يكن الجندي يعلم هوية الثلاثة رجال ولم يكن ليعلم أنهم خلف لعنة زوجته الأميرة الجميلة ومازال ثابتا بمكانه حتى اقترب منه الثلاثة وألقوا عليه اللعنة فخر طريح الأرض من على حصانه وغط في نوم عميق من المفترض أن ينام نصف عام كامل

لاحظ أحد الجنود شيئا فهرول ليخبر به أميره وقال لها مولاتي الأميرة إن الأشجار التي قام بزراعتها مولاي الأمير قد ذبلت جميع أوراقها وجفت ونضبت ولأسباب خفية

أصابها الذعر وقالت : وكيف يعقل ذلك بالتأكيد هناك سوء ما مس زوجي العزيز وعلى الفور كانت الأميرة قد استعدت وتجهزت وخرجت مع جنودها للبحث عن زوجها التي توقن أن شيئا ما أصابه

اتخذت نفس الخطوات التي كان يسير بها، وتتبعت نفس خط الأشجار الناضبة، وأخيرا وجدت شجرة متفرعة ومليئة بالأوراق ووجدت أسفلها زوجها ملقى على الأرض.

ترجلت عن حصانها وأخذت تقلبه يمينا ويسارا وتنادي عليه بأقصى قوتها ولكنه لم يستجب لها ولم يرد عليها فغضبت منه كثيرا واستشاطت غضبا وقامت بتمني أمنية ولكونها ساحرة تحققت لها أمنيتها في الحال..

الأميرة من شدة غضبها على عدم رد زوجها عليها: ليت الرياح العاصفة تحملك بعيدا لبلاد بعيدة نائية
وبالفعل قدمت الرياح العاصفة في أقل من ثواني وحملت الأمير بين ذراعيها وغابت به بعيدا عن الأنظار.

وبمجرد رحيله عن العيون شعرت الأميرة المسحورة بالندم على فعلتها، وأسرفت في الدموع والحزن، ولكن كان الأوان قد فات ولن يفدها ندمها بأي شيء، ولن تتمكن من إبطال لعنتها من الأساس

وصارت الرياح العاصفة حتى وصلت للبلاد البعيدة النائية وقامت بإلقاء الأمير
استيقظ الأمير الملقى عليه اللعنة بعد مرور نصف عام فوجد نفسه على شاطئ أمام مياه لا يرى أولها من آخرها
تساءل في حيرة من أمره غير متذكرا: ما الذي أصابني وما الذي أتى بي إلى هنا

ولم يجد أي إجابة عن تساؤلاته فأرجع الأمر برمته للرجال الذين قابلهم  بطريقه وبآخر شيء فعلوه به والذي كان اللعنة
وبالطبع نهض من مكانه وشرع في تفقد المكان من حوله، فسار على الشاطئ

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق