مقالات

في ظلال طوفان الأقصى “83” الحرب الصاخبة على غزة والجريمة الصامتة في الضفة

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

فرغ العدو الصهيوني أو قارب على الانتهاء من تدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فبعد أن قتل وأصاب بجراحٍ بالغةٍ في معظمها، ربما أكثر من مائة ألف فلسطيني من سكان القطاع، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، عمد إلى تدمير البيوت والمساكن وسَوَّى أغلبها بالتراب، وقصفها على رؤوس ساكنيها بالصواريخ المدمرة وبقذائف الدبابات الضخمة، وحطم السيارات والآليات بدباباته التي داستها وسحقتها، وأتلفت في طريقها كل ما تجده من ممتلكات وتجهيزاتٍ.

ربما وجد العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأمريكية، أن كل الوسائل السابقة لم تجد نفعاً، ولم تتمكن من تغيير عقلية الفلسطينيين ودفعهم نحو الهدف الأساس الذي يتطلعون إليه، وهو تفريغ قطاع غزة من سكانه، وتهجير أهله، والتخلص من صداعه المزمن إلى الأبد، فقرروا مع بعض الدول المانحة، توجيه ضربةٍ جديدةٍ إلى اللاجئين الفلسطينيين والدول المستضيفة لهم، وقاموا بوقف دعمهم إلى مؤسسة الأونروا، وهي المؤسسة الأممية التي أسست خصيصاً من أجل اللاجئين الفلسطينيين، لرعايتهم ومساعدتهم وتعويضهم تمهيداً لعودتهم إلى بيوتهم وقراهم التي أخرجتهم منها العصابات الصهيونية.

تعلم الولايات المتحدة الأمريكية وعواصم القرار الغربية، والدول الغنية المانحة، أن وقف تقديم الدعم إلى الأونروا، الذي اتخذوه مؤخراً، يعني المزيد من جوع الفلسطينيين وحصارهم، والمزيد من تردي أوضاعهم وسوء أحوالهم، وإحكام الحصار عليهم، خاصةً أن مئات آلاف الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان والأردن ومصر يستفيدون من الخدمات التي تقدمها لهم الأمم المتحدة عبر مؤسسة الأونروا.

 

بيروت في 10/1/2024

[email protected]

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق