مقالات

د. أحمد الثقفي: تفشي الخلع والطلاق في المجتمع أصبح مشكلة كبيرة ومؤثرة بشكل سلبي على الأبناء

د. وسيلة محمود الحلبي

أوضح الدكتور الإعلامي أحمد الثقفي بأن موضوع تفشي الخلع والطلاق في المجتمع أصبح مشكلة كبيرة وتؤثر بشكل سلبي على الجميع نجد أن الزوجين يقرروا الانفصال بسهولة دون التفكير في العواقب ، وهذا يسبب ضررا كبيرا للأطفال قبل أن يكون ضرره على الزوجين أنفسهم فالطفل الذي يكبر في بيت مفكك تتأثر نفسيته وتكوينه النفسي والاجتماعي سلباً عليه ، وكذلك الأولاد الذين يعيشون مع أبوين منفصلين يعانون من مشاكل نفسية كثيرة أولها انعدام الثقة بالنفس وعدم قدرتهم على تكوين علاقات صحية في المستقبل فدائما يشعرون بعدم الأمان إضافة إلى تأثر تحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم مع أصدقائهم وكل هذا نتيجة لغياب الاستقرار الأسري لديهم .

وأضاف الثقفي: وإن المجتمع يتأثر بشكل كبير لأنه كلما زادت حالات الطلاق زادت المشاكل الاجتماعية وقلّ الترابط الأسري بانشغال الأفراد بأنفسهم وهنا يفقد المجتمع واحدة من أهم ركائزه التي هي الأسرة القوية والمتماسكة. فالأزواج لا بد أن يعرفوا أهمية الصبر والتفاهم والتضحية في الحياة الزوجية ومن المفروض أن يحاولوا بكل الطرق اصلاح الأمور قبل تفكيرهم في الطلاق لأن الحل السهل دائماً يأتي بعواقب صعبة جداً على الأطفال والمجتمع. فالأسرة هي أساس المجتمع وإذا انهارت الأسرة انهار المجتمع.
وأشار الدكتور احمد الثقفي أن موضوع الطلاق والخلع صار أصبح يتكرر بكثرة في حياتنا اليومية وبتنا نرى النماذج والأمثلة كثيرة من حولنا فنسمع عن حالات طلاق مشهورة في الإعلام النجم الفلاني أو الفنانة الفلانية انفصلوا ويتكلمون عن قصصهم في وسائل التواصل الاجتماعي بينما أطفالهم يعانون بصمت. وحتى في الأحياء التي نسكن فيها نجد الجيران أو الأصدقاء يمرون بتجارب مؤلمة فزوجة تطلب الخلع لأنها لا تستطيع تحمل العيش مع الزوج لأي سبب كان أو الزوج يقرر الطلاق بسبب مشاكل تافهة أحيانا، فلو جلسوا سويا وتحدثوا بهدوء وروية لمحاولة الإصلاح بينهم لاستطاعوا ذلك وتجاوزا فكرة الطلاق.. وأبان الثقفي أن إحصائيات قضايا الخلع والطلاق في ارتفاع مستمر فمثلاً في بعض الدول العربية عدد قضايا الطلاق وصل لأرقام مخيفة، مثلاً في السعودية حسب الإحصائيات الأخيرة تجاوز عدد حالات الطلاق 57 ألف حالة في عام واحد، وفي مصر معدلات الطلاق ارتفعت بشكل ملحوظ وأصبحت مشكلة اجتماعية تحتاج لحلول فورية، كل هذه الأرقام تظهر أن المشكلة كبيرة وتحتاج لتدخل عاجل وحلول جذرية.
وتطرق الدكتور أحمد الثقفي الى بعض طرق العلاج لهذه الظاهرة الصعبة فقال: أما بالنسبة لطرق العلاج والتقليل من هذه الظاهرة السلبية، فيحتاج الوضع لمجموعة من الإجراءات والتغييرات المهمة
أولاً: التوعية والتثقيف بأهمية الزواج والتفاهم والتضحية في الحياة الزوجية ونشر الوعي من خلال وسائل الإعلام والمدارس والجامعات حول أهمية الحفاظ على الأسرة وطرق التعامل مع المشاكل الزوجية فلا بد أن يعرف الطرفان أن الزواج ليس حب ورومانسية فقط، بل هو مشاركة ومسؤولية يحتاج الطرفان أن يصبرا ويحاولا إصلاح الأمور بينهم.
ثانياً: تقديم الدعم النفسي والاستشاري للأزواج الذين يعانون من مشاكل في حياتهم الزوجية وإنشاء مراكز استشارية توفر الدعم والإرشاد للأسر وتقديم دورات تدريبية لتعليم الأزواج كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية وطرق حلها ومساعدة الأزواج الذين يعانون من مشاكل في حياتهم الزوجية، على كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية وطرق حلها.
ثالثاً: الدعم المجتمعي والأسري تعزيز دور الأسرة الكبيرة والأصدقاء في دعم الأزواج وحثهم على التفاهم والإصلاح تقديم برامج دعم نفسي وتعليمي للأطفال الذين يتأثرون بالطلاق وضمان أن يكون التواصل بين الوالدين مستمرًا بشكل صحي وسليم.
رابعاً: تشديد القوانين التي تخص الطلاق والخلع، وضمان ألا يكون الطلاق هو الخيار الأول والأسهل للأزواج، بل لا بد من وجود إجراءات وقوانين تضمن أن الأزواج يحاولون بشتى الطرق الإصلاح قبل تنفيذ قرارهم القاسي.
فإن موضوع الطلاق والخلع مشكلة كبيرة تحتاج لتعاون الجميع، الأسرة، المجتمع، والدولة للتقليل منها وضمان أن الأجيال القادمة لا تعاني من نفس المشاكل والتحديات اللي يعاني منها الأطفال اليوم. فالنماذج من الواقع كثيرة ومؤلمة وحرجة. وباختصار مشكلة الطلاق والخلع تتطلب تعاون الجميع من أجل إيجاد حلول فعالة الأسرة هي الأساس وإذا انهارت الأسرة ينهار المجتمع لذا يجب أن نعمل جميعًا على تقوية الروابط الأسرية وتقديم الدعم اللازم للأزواج والأطفال لضمان مجتمع صحي ومستقر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق