مكتبة الأدب العربي و العالمي

الحطااب الجزء الثاني

شعر الحطاب بصوت أنفاس مصحوب ببكاء إستدار فجأة فرأى خيال فتاة تركض ركض وراءها حتي لحقها إنها هي الجميلة المذعوره كانت تبكي عاتبها قائلا:لماذا إختفيتي طوال هذه الفترة أحببتك رغم لقاءنا لمرة واحدة.. سرقتي قلبي وعقلي وتركتيني

قالت باكية:وأنا أيضا أحببتك ولذلك كنت أراقبك يوميا طوال الفترة الماضية دون أن تشعر الى أن شعرت بي اليوم للأسف أين أنتِ ما إسمكِ من أهلكِ لا تجاوبيني لا احتاج اجابات سنتزوج إذن فأنا أحبك من قبل أن أراكِ كنت أبحث عنك منذ سنوات حتى وجدتك وعرفك قلبي لن أجعلك تتركينني أبدا فقد أصبحتِ عالمي وأصبحت أدور في فلكك فانت من روحي
_
وأنا أيضا لذلك هربت منك لأني شعرت بنفس الإحساس المرع إنسني وأتركني وأرحل إعتبرني حلماً حلمته وإنتهى
فجذبها لتقترب منه وقال وهو ينظر لعينيها:ولكنك واقع ها أنتِ ذا أمامي شحم ولحم ولست حلما بل سأتحول لكابوس إن خرجت من كوني حُلما وإنهارت بالبكاء فقال لها راجياً وهو يمسك يدها:يجب أن أفهم أرجوكِ

نظرت إليه ومسحت دموعها وقالت بجدية وهي ترفع راسها : أنا جنيه بنت ملك الجان أنا لست إنسية هل ستظل تحبني أم ستخاف مني الآن؟

نظر إليها غير مستوعب فاتحا فمه. هل الوحيدة التي يدق لها قلبه بكل هذا الحب تكون من معشر الجان أمسك يدها ونظر إليها وقال وقد حسم أمره في لحظة : أحبك

قالت أنا جنية هذا حب مستحيل لي عالم ولك عالم لا يمكن أن يجمعنا عالم واحد انا جنيه الم تسمع ماقلته
فوضع يده على فمها حتى لا تكمل حديثها وقال: مهما كنت أحبك يا انتي

إبتسمت وقالت له: في قوانين عشيرتنا يمكن أن أعيش مع الإنس وأصبح إنسان من طين ولكن ببعض التنازلات أو تعيش أنت مع الجان ولكنك ستظل إنسانا بيننا بمباركة والدي ملك الجان فإختر إما أن تعيش معي زوجاً لإبنة ملك الجان أو أعيش معك في كوخك ولكني سأكون زوجة عمياء إنسانة مثلك مخلوقة من لحم ودم ولكن كفيفة

فكر وقال لها: هل أنتِ مستعدة لتضحي بمملكتك وعينيك وأنتِ جنية لتكوني رفيقة عمري الإنسانة الفقيرة الكفيفة؟
فقالت وهي تبتسم: مستعدة
قال وأنا سأكون عينيك بل سأجعلك تري بعيني

إبتسمت وأخذته من يده وأسرعا الخطى الى أن وصلا لهضبة بين الأشجار وأشارت له أن ينتظرها ثم إنشقت صخرة غاصت بداخلها وجلس تحت شجرة ينتظرها حتى غلبه النوم فإستيقظ على صوتها مذعورة تناديه وهي تخرج وتحاول أن تمشي وتتعثر وتسقط ورآها وقد خلعت ملابس الأميرات وإرتدت ملابس بسيطة آدمية وعرف أنها قد فقدت عينيها

عرف أنها أصبحت إنسانة مثله الآن إنسانة كفيفة فقيرة إحتضنها وأخذها للقرية تزوجها وعرفها بأهل القرية على أنها فتاة أحلامه التي قابلها منذ فترة ولكنها من قرية مجاورة وها هو قد وجدها أخيراً كانت محبوبة من الجميع وجهها الملائكي وطيبتها جعلت جميع أهل القرية يحبونها ويشفقون عليها لفقدانها نعمة البصر

بالطبع لم تكن تجيد الإعتناء حتى بنفسها فكان عليه أن يذهب لعمله ليجلب المال البسيط ويطعمها ويشربها وينظفها فهي إن تحركت خطوتان وحدها تتعثر وتسقط كان في البداية سعيدا جداً بالزواج من حبيبته

فهي طيبة وجميلة ورقيقة وإنسانة محبوبة يوما بعد يوم بدأ يتعب بدأ يكره عجزها نسي مع الوقت أنها أصبحت عاجزة بسببه ولأجله لم يعد يتذكر سوى أنها زوجة عمياء شعرها الطويل الجميل إهمال الإعتناء به أتلفه وجهها القمري بدت عليه آثار الذبول فترتدي ملابس متسخه وهي لا تراها حتى أنها لا تدري إن كانت جميلة أم لا وشعرت هي بكرهه لها

شعرت أنها أصبحت حملا على ظهره طريقة كلامه معها أصبحت جافة شعرت بالحب يموت بعجزها وحمله الثقيل كان يشرد ويقول لنفسه ماذا فعلت بنفسي أي إختيار هذا الذي إخترته ها أنا مسجون مع زوجة عمياء لا تقدر حتى على إطعام نفسها

قضت ليلتها الاخيرة باكية منتحبة من شعورها بكره الحطاب لها وأخذت قرارا مصيريا أن تعود لعالمها وفي الصباح طلبت منه أن يأخذها الي الغابة معه وتحديدا الى الهضبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق