المؤتمرات الشرقية
في أواخر القرن الماضي رغب علماء أوروبا المهتمون بأحوال الشرق أن يجتمعوا حينًا بعد حين في مدينة خاصة في مؤتمر شرقي عمومي؛ ليتبادل بعضهم مع بعض الأفكار، ولعرض اقتراحاتهم الصالحة في خدمة العلم، فكان ممن فكَّر هذه الفكرة الجليلة المفيدة العالم الفرنساوي ليون ده روزني.
تتابعت المؤتمرات الشرقية في مدن أوروبا منذ سنة ١٨٧٣ حتى مزَّقت مطامعُ السياسيين هذا الصلحَ المفلح سنة ١٩١٤، وكان الظاهر أنها تَدفن تحت الأرض حصاد ما زرعه المصلحون بأعمالهم العلمية، وبعدما هدأت أمواج تلك الحرب الشنيعة، وعادت المياه إلى مجاريها انعقد المؤتمر الشرقي السابع عشر العمومي سنة ١٩٢٨ في أكسفورد، فاجتمع المستشرقون هناك، وكان رئيس القسم الإسلامي المستشرق الشهير الأستاذ مرغوليوث المعروف أحسن معرفة لدى أهالي مصر أيضًا، أما مواضيع الأساتذة الذين تكلموا في المؤتمر، فكانت هذه:
ابن خاتمة شاعر عربي بالأندلس في القرن الثامن للميلاد | الأستاذ Rencheneb |
منار الإسكندرية | الأستاذ Kahle |
جزيرة العرب المتحاربة | الأستاذ Rathjens |
أعمال محمود تيمور في الآداب | الأستاذ Schaade |
لاحظات تخص استعمال الضمير في القرآن | الأستاذ طه حسين |
العباديون والخوارج | الأستاذ Smogorzewsky |
كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة | الأستاذ Krenkow |
يوسف فون كاراباسك Josef von Karabacek
ولد سنة ١٨٤٥ بمدينة جراتس، وتوفي بفيينا سنة ١٩١٧، دخل مدرسة الجمنازيوم بطمشوار بالمجر، وأتم دروسه في فيينا، وكان له ميل عظيم لدراسة النقود الشرقية؛ فتفرغ طول حياته وحوَّل كل اهتمامه لذلك، ولما يتعلق به من علم خطوط العرب الكوفية وتاريخ أمم الإسلام، وابتدأ تأليفه بمقالة سماها في النقود الكوفية المحفوظة بمتحف يوهانيوم بغراتس طبع سنة ١٨٦٨، ثم كتاب علم الخطوط الكوفية طبع فيينا سنة ١٨٩٥، ووجَّه به أبصار الباحثين إلى علاقة الكتابة العربية القديمة بمنقوشات الأحجار.
وقد نشر كراباسك بحثًا تاريخيًّا في «المقوقس المصري».
ثم بحثًا في أول شهادة تاريخية عن ظهور الأتراك، وأصدر بحثًا في الورق القديم في كتابه «المصادر في تاريخ الورق»، ثم كتابًا في الفخريات الشرقية، ومقالة في الألبسة الدينية عليها خطوطٌ عربيةٌ محفوظة في كنيسة ماري مريم بدانسيك بألمانيا طبع ١٨٨٢، والفرع الأخير الذي اشتغل فيه كراباسك هو علم الفنون الجميلة الإسلامية، وقام بدفع الظن في امتناع تصوير الأشخاص في الإسلام، وأثبت أن هذا الامتناع لم يكن يعمُّ كافة الرجال، ووجد أن بين سلاطين آل عثمان من كان يكره التصوير لحدِّ ذاته، وأن بينهم من كان يستحسنه من الوجهة الفنية لا من الوجهة الدينية، وظهر كتابه «المصور الفارس رضاء العباسي» سنة ١٩١١.
ومن أشهر المستشرقين في زمننا الحديث الأستاذ:
المصادر :
Joseph Gyra
Le Caire Septembre 1929
ينبع ……