
مـا أَشـبـهَ الـيـومَ بالأَمـسِ الذي رَحَـلا
حين اختلفنا أَضَـعْـنـا الرَّحْـلَ والجَمَـلا
ضاعت كرامـتـنا في الأَرضِ فانتشرت
كلُّ الـضـبـاعِ تُـريـد الـسـهْـلَ والجَـبَـلا
فَاسـتـفْـردَ الـغــربُ بالأوطـان قاطـبـةً
وأَتـقـنـوا الــدَّوْرَ في تَـقـسـيـمـنـا دُوَلا
وثـورةُ الـعُــرْبِ قـد كانت رصـاصـتهـا
في صَـــدر كــل شـــريــفٍ زاده عِــلـلا
مـن ذا يُـقـوِّض مَجـدًا كان يَمْـنـعه ؟!
مِـن الـفـرنـجـة سـوء الفـعـل مـا عَـقَـلا
هَـدمُ الـخــلافــةِِ من أفـكارِ مُـنـحـرفٍ
والـمُـسـلـمون أجـادوا الـذل والـهَـطَـلا
هـذي فلسـطـين بَـعـد الاندلـسِّ هَـوَت
ونَـجــمُ سَــعْـدِيَ في الأَيــام قـد أَفَــلا
فـالـقـدس تـرزح تحـت الإحًـتـلال ولا
صــوت يُـعـيــد لـهـا الامـجــاد والأَمـلا
كُـنــــا الأَئـمـــة والـتــأريــخ يـذكــرنـا
لـمّــا اتَّـبـعـنــا كِـتــاب الـلــه والـرُّسُــلا
والـيـوم نَـحـيا كما الأيـتـام في وطَـن
والخـانـعـون أَجـادوا الرقـصَ والحِيَـلا
ضــــاع الـتــآلـــف والأيـــام غــــادرةٌ
والجُرحُ يـنـزفُ في الاعمـاق ما انْدَمَلا
والـيـوم نـبــكي أَبـا جَـهْــلٍ وَنَـخـوتـه
فَـأصـبَــحَ الـكُـفــر في أيـامِــنــا مَـثَــلا
إذا امـتَـدحْـتَ رجـال الكـفـر في زمَـنٍ
فـاعـلـم بِـأن زمـان الخَسْفِ قـد وَصَـلا
نحيا جـمـيـعًا زمان الـمـوحـشـات فـلم
نلْـقَ الـمـعـين وبـاب الـسـعـد قد قُـفِـلا
إلى متى سـيظل الـقـــهـر يـقـتـلـنـا ؟!
وبــدرُ عـمــرِيَ في الايـام مـا اكْـتـمــلا