مقالات

قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (1)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
– يقول موريس بوكاي: “..فالقرآن فوق المستوى العِلمي للعرَب، وفوق المستوى العِلمي للعالَم، وفوق المستوى العلمي للعُلماء في العصور اللّاحقة، وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العِلم والمعرفة في القرن العشرين ولا يمكن أن يصدر هذا عن أميَّ وهذا يدل على ثبوت نبوءة محمد وأنه نبيّ يوحى إليه..”
– لطالما أثارت لديّ قصة إسلام العالِم الفرنسي موريس بوكاي الأسئلة المتعددة والمتنوّعة، بسبب أن موريس بوكاي هذا، هو الرّجلُ الذي وُلِد في مجتمعٍ مسيحي خالص، وتتلمذ في مدارس مسيحية خاصة، ونشأ وترَعْرع في بيئةٍ مسيحية لا تتخذ دينًا آخر مع المسيحية، ويأتي في مقدمة تساؤلاتي: ما الذي دعاه إلى إعلان إسلامه بالرغم من كل ما ذكرت؟.
– وللإجابة على هذا التساؤل لا بد في البداية من التعريف بهذه الشخصية الفريدة فمن هو موريس بوكاي هذا إذًا؟
– (الميلاد: 19 يوليو -تموز- 1920م تاريخ الميلام)- 17 فبراير -شباط- 1998م، تاريخ الوفاة )
ولد موريس بوكاي في مدينة بون ليفيك الواقعة في قلب ما يُعرف ببلاد الأوج بإقليم نورماندي الأدنى في شمال غرب فرنسا في التاسع عشر من يوليو عام 1920م، وتلقى موريس تعليمه الابتدائي وحتى
الثانويّ في مدرسة كاثوليكية في مدينته التي وُلِد فيها.
– قُبَيل اندلاع الحرب العالمية الثانية توجه موريس بوكاي إلى العاصمة الفرنسية (باريس) ليلتحق بمدرسة كلية الطب بجامعة باريس، وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في العام: 1945م كان بوكاي قد أنهى دراسته الأكاديمية الطبيّة ليعمل بعدها مباشرة في عيادة الجامعة جراحا شابًا في الأمراض الباطنية مع تخصصه في طب الأمعاء، وإلى جانب عمله كجرّاح كان بوكاي يقوم يمارس مهنة التدريس على نحو متقطّع في كليّة الطب، وقد عُدّ هذا التكليف بالتدريس من قبيل التقدير له بسبب تفوقه في الدراسة الأكاديمية ولفت أنظار المدرّسين الذين درّسوه بشكل بارز، ولذلك فقد كلّفوه بالتدريس في كلية الطب المذكورة.. وأما الحادِثة التي كان لها أبلغ الأثر في حياته فيما بعد فسوف أذكرها بمشيئة الله في مقالة الغد فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1590)
23. شوال. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق