خواطر

نجمه وعبق الماضي(المكواه)

الباحثة في التراث الفلسطيني إزدهار عبد الحليم

نجمه استمعت لأغنية أم كلثوم. فجأه أخذها الحنين الى الزمن الجميل .
حلَّقت بالسما العاليه ، وصلت للغرفه الغربيه….. ذات الشبابيك الحديديه …. البرونزيه…. واسترقت النظر حيث الذكريات بالشتا والصيفيه ……
وتخيلت اختها خيريه….. الي شالت كل المسؤوليه….. تخيلتها  وهي تكوي الملابس بعد العصريه…….
وعلى أنغام وصوت أم كلثوم سيدة الغناء والامه العربيه …….
عبر الاذاعه اليوميه …….
وموعد الساعه السادسه والنصف المغربيه ……
وتشعل البابور وتسخن المكواه الحديديه……. والتي يعود تاريخها للعصور القديمه والزمن الجميل وهي عباره عن قطعه حديديه ومعدنيه…. مسطحه توضع على النار أو الفحم لتسخينها واستخدامها لكي الملابس.
وعادةً كانت اختي تغطي الملابس بقطعه قماش منعاً لأحتراقها من حرارة المكواه .
ونجتمع حواليها لنستمع الى اغنيه ام كلثوم التي لمست أحاسيس قلوب الزمن الجميل وملأت  فراغ كثير من العشاق وتسللت داخل هذه الغرفه واستوطنت في قلوبنا ، والحديث الممتع والشيِّق . والمحادثه الصادقه كانت تجمع بين الأخوه والأخوات والتي دامت على مر الزمان ، ساعدت على الترابط والبركه والأستماع لبعضنا البعض .والاستمتاع بدفئ العائله المليء بالحب ، وهذه اللحظات كانت خاليه من زحمه المرور ورنة التلفونات .
والاخت مشغوله بكي القمصان بايديها الناعمات والمكواه تسير باسترخاء وهدوء أعصاب مستمعه للحكايا والأحداث .
الأحداث التي لم تخلى من المصاعب والأهات .والقمصان تتطاير بعد الكي بالتعليق على اطراف الشبابيك ومع نسمه الهواء وغروب الشمس تتراقص القمصان مع البراده على الحان وصوت ام كلثوم .
كل هذا لحظة ذكريات عبرت كلمح البصر .
واشتياقنا للأوقات الجميله
وعلى وهج البابور والمحادثه
اتنهدت نجمه وحلَّقت بالسما العاليه ، وقالت
ليت الزمان يعود يوما

ازدهار عبد الحليم باحثة ومدونة للتراث الفلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق