مقالات

تأثير الانحراف الاجتماعي على تشكيل شخصية المجتمع (2

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
قبل سلسلة اختلاط الحابل بالنابل التي جاءت بناءً على أحداث ومتغيّراتٍ طارئة محليًا وإقليميًا فكتبنا فيها سلسلة مكونة من تسعِ مقالات، وانتهينا منها في مقالة الأمس، وبناءً عليه فإننا نعود مع حضراتكم للاستمرار في حديثنا حول السلسلة الاجتماعية: (تأثير الانحراف الاجتماعي على تشكيل شخصية المجتمع) وهذه المقالة هي الثانية في هذه السلسلة الجديدة، وكنا قد توقفنا في المقالة الأولى عند النقطة السادسة وهي:
6. ضعف الروابط الاجتماعية:
وقلنا أن هذه نقطة اضافية ولكنها ليست الأخيرة حيث يمكن أن يؤدي الانحراف الاجتماعي إلى ضعف الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وأُسَرِه مما يؤثر على الشعور بالانتماء والاندماج الاجتماعي المرجو والمطلوب أن يكون في المجتمع.
– لا يمكن غضّ الطرف عن تأثيرات الانحراف الاجتماعي على المجتمع المسلم لأن الإنحراف يعتبر بمثابة الخروج عن قيم ومعتقدات المجتمع، مما ينتج عنه تأثّر المجتمع بشكلٍ سلبيٍ على خصوصًا بُنيته ووحدته وقٍيمه وثقافته وغير ذلك من الصفات المجتمعيّة، ثمّ إذا لم يتم التصدي بشكل فعال للظواهر الدخيلة على المجتمع من خلال الوقاية والتوعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز القيم والمعايير الاجتماعية الصحيحة، فسوف تتفاقم الأخطار وتتعاظم الفِتن، وتختلط الأوراق، وتتباين المواقف، وتكثر الصراعات، وتُستنزفُ الطاقات، وتضيع الإمكانات، ويدخل المجتمع في نفقٍ مُظلم يصعب الخروج منه!
– بما أننا نعتقد اعتقادًا لا يقبل الشك في الحل الإسلامي لجميع قضايا الأمة ومنها (قضايا المجتمع المُسلم) انطلاقًا من منهجه التشريعي المعصوم الذي حفظه الله تعالى للأمة من خلال كتابه الكريم (القرآن الكريم) وسنّة نبيه المعصوم محمد ﷺ فإننا نعتبر أن الرؤية الإسلامية رؤية شمولية راعت البيئة والظروف الاجتماعية المختلفة والتي لها الأثر البارز والدوْر الهامٍ في تشكيل السلوك الاجتماعي ابتداءً من تشكيل سلوك الفرد المسلم ذكرًا كان أم أنثى، وفي هذا السياق فقد شجّعت الشريعة الإسلامية على توفير بيئة اجتماعية صالحة تحث على الخير وتقوم بمحاربة العديد من الظواهر مثل ظاهرة الجهل والفقر والظلم والظروف الاقتصادية الصعبة من خلال الرؤية الإسلامية التي تركز على تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية في المجتمع، وتوفير بيئة محفزة للخير والإنسانية، والتي جاءت بناءً على نصوص معصومة محفوظة لا يمكن تغييرها أو تزييفها، وقد تم تجريبها في حياة المسلمين وأظهرت نجاعتها في تشكيل مجتمعات مسلمة مثالية، وفردٍ مسلمٍ مثالي متميّز عن غيره بالعديد من الصفات الحميدة.
– ثم وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يلعب العلماء الاجتماعيون والقادة الدينيون دورًا هامًا في توعية المجتمع بأخطار الانحراف المُحدقة بالمجتمعات الإسلامية وتشجيعهم على الالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية المعصومة والتي تؤدي إلى العدالة وتحقيق التوازن في المجتمعات الإسلامية والإنسانية…
وللحديث بقية في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى.
– مقالة رقم: (1581)
14. شوال. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق