دليلٌ أمامي أخرجَني من مكاني سيرًا على قدَمَيّ ، مُغمَضَ العينيْنِ يداي مُصفّدتان مبسوطتان أمامي، لمْ أشكُ ، لم أبكِ، لمْ أتألّمْ كما لمْ أثرّبْ أحدًا، لم ألُمْ زماني،
ولمّا صارَ المكانُ خلفي، إذْ بضوء يُزيغُ الأبصار قد انبلجَ، انزاحَ اللّثامُ عن عينَيّ، تراخَتْ الأصفادُ على معصميّ،
سمعتُ كلماتٍ فوضويّة الإيقاعِ والرتابة، جملًا مبعثرة منها مكتملةٌ وأخرياتٌ ناقصات.
لمْ أجدْ دليلي، الأرضُ واسعة، الغمامُ أزرقُ فوقي، وحدي كنتُ، كلّما صدغتُ لأبصرَ خلفي وجدتَني مشلولَ العنقِ لا أقوى على الالتفاف .
عبثًا حاولتُ الدوران بجسدي،
لم أجدْ مفرًا من السير قدُمًا، فوقي تصطفُ طيورٌ كمظلّة لا تفارقُني.
يوسُفُ أيّها الصدّيق:
فسّرْ لي حُلُمي، أرجوكَ تذكّرْ :
لم أعصرْ عنبًا ولم أحملْ فوقَ رأسي خبزًا تأكلُ الطيرُ منه كما رأى صاحباكَ في السجن.
بكرية.