الدين والشريعة

نتعرف على هذا الفارس

همسة نت


● أتعرفون مَن هذا ؟!
● عبد قصير ، أسود ، أفطس ، فقير ، رث الثياب ، يشرب بكفيه من المياه الجارية ، أو يغترف من الآبار ، يأكل كسراتِ5 خبز إن وجد ، فإن لم يجد يطوي صائما ، ينام وفراشه الأرض ، ولحافه السماء ، وليس له من مخدة إلا نعليه في فناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
● يمر يوما والنبي _صلى الله عليه وسلم _ جالس بين أصحابه ، ينظر إلى هذا الرجل ، بهذه الحالة .
قال: أتعرفون من هذا؟
وإذ بأغلب الصحابة لا يعرفون اسمه ، إن حضر لا يعرف ، ولن يدعى ، وإن غاب لا يفتقد ، ومن الذي يحفظ اسم رجل كهذا ؟
● قال النبي _ عليه الصلاة والسلام _ إنه جليبيب ، ثم نادى به : ياجليبيب ألا تتزوج ؟
فنظر إلى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لم يتفجع ، لم يتأوه ، لم يقل يارسول ماعندي دنيا ماعندي مال ماعندي ماعندي .
ما زاد على أن قال : يا رسول الله ، ومن يزوج جليبيبا في الدنيا ولا مال ولا جاه ؟
● يعرف أن الناس ما زالوا يحكمون بهذه المقاييس ، إنه ينتظر زواج الآخرة ، فتركه النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي اليوم الثاني ناداه وهو يمر ، يا جليبيب ألا تتزوج ؟ قال : يارسول الله ومن يزوج جليبيبًا ولا مال ولا جاه؟
في اليوم الثالث قال النبي: يا جليبيب ألا تتزوج ؟
● فالتفت مستغربًا من نداء النبي _ عليه الصلاة والسلام _ وقال : قلت لك يارسول الله : ومن يزوج جليبيبًا ولا مال ولا جاه ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جليبيب اذهب إلى بيت فلان الأنصاري واخطب ابنته ، وقل : أرسلني رسول الله ويقول لكم زوجوني ابنتكم ، وكانت الفتاة من أجمل فتيات الأنصار ، فذهب جليبيب وطرق الباب ، وقال: يسلم عليكم النبي – صلى الله عليه وسلم – ويقول : زوجوني ابنتكم ، فقال الأب : ياجليبيب لامال ولاجاه كيف نزوجك ؟
● وصاحت الأم لزوجها : أيزوج جليبيب وهو على هذه الحال لا مال ولا جاه وابنتنا في موقعها وموضعها التي هي فيه؟
● وتسمع الفتاة المؤمنة، فتاة العقيدة ، فتاة التوحيد ، فتاة القرآن والسنة ، فتاة قيام الليل ، تسمع الفتاة المؤمنة ، وتصرخ بوالديها من الداخل : كيف هذا ؟ أتردان رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! والله إني أجزت زواجي ، وإني قبلت به زوجا !
قالا : يا ابنتاه انظريه ، انظري شكله ، انظري هندامه ، انظري ثوبه ، لامال، ولا جاه .
● قالت : والله لا أرد خاطبا أرسله النبي عليه الصلاة والسلام …
● ويحضر جليبيب لعرسه تلك الليلة ، وبينما مراسيم الزفاف على بساطتها تعقد ، إذ بمنادي الجهاد يصرخ في الخارج : (يا خيل الله اركبي) وإذا بجليبيب _ رضي الله عنه _ يترك عروسه في زينتها ، في حلتها ، في أرق وأعذب وأجمل لحظة وصال مابين رجل وامرأة ، ليلة الزفاف ، وإذا به يسحب يده وكأن عقربًا لدغته ، وينطلق كالسهم من الرميح ، ويلتحق بصفوف الجيش نحو الغزوة ، ويقاتل مع الذين يقاتلون ، وتنتهي المعركة ، ويأتي النبي
_ عليه الصلاة والسلام _ ويتفقد أصحابه من الشهداء ، فيعدد الصحابة كل الناس إلا جليبيبا لا يذكره أحد !!
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تفقدون حبيبا ؟
قالوا : مَن؟
قال: أفقد حبيبي جليبيبًا ، ويبحث عنه النبي _ عليه الصلاة والسلام _ فيجده وقد تلوث بالدم ، وأصيب بجراحات بليغة ، وصار وجهه من طين الأرض وترابها ، فينفض عن وجهه ، ويضع رأسه على فخده الشريف .
قال النبي عليه الصلاة والسلام : جليبيب ، جليبيب ، قتلتَ سبعا من الكفار ثم قُتِلت ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، ثم أشاح برأسه _ عليه الصلاة والسلام _ يمينا ، وقال : أتدرون لم أشحت بوجهي؟
قالوا : لم يا رسول الله؟
قال : والله إني رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه ، وأعرفه رجلا غيورا ، فأشحت بوجهي حتى لا يغار .
● يا حبيبي يا رسول الله .. بأبي انت وأمى .. يا حبيب الفقراء .. ويا جابر خواطر الضعفاء .
● إذا أتممت القراءة فلا تبخل بالصلاة والسلام علي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق