قصة سورة آل عمران …
معظمنا عارفين ان السورة اسمها سورة آل عمران … بس مش عارفين هما مين ؟!
أبطال قصتنا هما أب و أم وبنتين..
أحداث القصة دي ذكرت في سورتين بس … هما ( سورة آل عمران وسورة مريم )
الاسرة دي مكانتش أسرة غنية هي أسرة بسيطة .. وكانوا عايشين في فلسطين وفي الوقت ده الرومان دخلوا بعقيدة الوثنية وتعدد الآلهة وفتنوا الناس واضطهدوا أي حد مش مآمن بكلامهم وكمان بقوا يغصبوا الناس علي دينهم وفرضوا ضرايب شديدة وخربوا الدنيا بمعني أصح، وعملوا كمان ساحة لأي حد يرفض دينهم إنه يترمي للأسود والنمور تاكله .
امرأة عمران شايفة الوضع كدة وعايزة تعمل حاجة احنا قولنا في البداية انها عندها بنتين، هي دلوقتي لسه عندها بنت واحدة بس..
البنت دي اتجوزت سيدنا زكريا وفضلوا سنين طويلة مبيخلفوش بس بعد كدة هيرزقوا بسيدنا يحيي .
طب تخيل معايا كدة .
اذا كان سيدنا زكريا قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ) .. امال بقي امرأة عمران اللي هي حماته هيبقي سنها كام؟!
الست دي قالت انا عايزة أخلف انا لازم أجيب ولد هو اللي يصلح كل ده؟ وهي وعمران سنهم كبير طب ازاي؟؟
وفضلت تدعي ربنا كتير وإذا بالمفاجأة .. يُستجاب الدعاء
وهتقوله يا رب اللي في بطني ده ليك أنت بس .. انا جيباه عشان هو اللي يصلح كل ده ومش عايزة اي حاجة.
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
طب هيحصل إيه ؟
المفاجأة… هتضعها أنثى .. وكإن ربنا عايز يقولنا إنه سبحانه ينصر دينه بمن يشاء.
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ).
طب مين الأنثى دي؟
دي سيدة نساء العالمين السيدة مريم
(وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
إنها تسميها مريم ده دليل علي ثباتها برضو رغم أنها انثى .. لإن مريم يعني العابدة أو خادمة العباد.
الرسول عليه الصلاة و السلام بيقولنا حديث جميل أوي علي الآية دي .. ( ما من مولود يولد ويبكي الا ويمسه الشيطان .. إلا مريم وعيسي ) .. طب ليه ؟ .. أصل الأم دعت فربنا استجاب دعوتها.
وقصة امرأة عمران هتنتهي هنا عشان تبدأ قصة ستنا مريم
ستنا مريم هي المرأة الوحيدة اللي ذكرت بإسمها في القرآن،
يعني هنلاقي مثلا ( امرأة عمران، ملكة سبأ ) لكن ستنا مريم مذكورة بإسمها صراحة .. وذكر اسم مريم في القرآن ٣٤ مرة >>>> بعدد سجدات اليوم .. لأنها كانت كثيرة السجود.
ستنا مريم كانت بتحب ربنا حب شديد وبتسجد كتير و بتحب العمل الخيري بتساعد الأيتام ، والأرامل وكانت خادمة لبيت المقدس…
دي كمان اعتزلت وبعدت عن أهلها عشان تعرف تعبد ربنا براحتها.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا)
وبقي سيدنا زكريا كل ميدخل عليها المحراب يلاقيها بتصلي.. لا ده بيلاقي إيه كمان ؟
>>>>> دة كل ميدخل يلاقي عندها رزق بقي يلاقي فاكهة الصيف في عز الشتاء وفاكهة الشتاء في عز الصيف وتكون مخرجتش ويلاقي عندها أكل كتير…
فيسالها يا مريم منين جبتي دة ؟
فتقوله هو من عند الله.
(كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
طب ليه في الآية هنا قال زكريا بالذات ؟
لأنه هو اللي كان بيكفلها… يعني إيه ؟
بعد موت ابوها عمران .. وأمها طبعا كبيرة في السن .. بقوا يتخانقوا مين اللي يكفلها لأن أبوها كان معلمهم وكان من كبار علماء بيت المقدس.
فاتفقوا أنهم هيقفوا عند النهر ويرموا اقلام ..
و ده وفاء لأبوها لانه كان بيعلمهم الأقلام .. وآخر قلم تيار النهر يجرفه هو ده اللي يكفلها ( يعني آخر قلم يوصل الشط ).
و رموا .. كل الأقلام تجري وقلم سيدنا زكريا يقف ف مكانه ميتحركش .. طب نعيد تاني .. برضوا ميتحركش .. لحد تالت مرة بقي كفلها سيدنا زكريا
(وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون)….
وبدأت مريم تشوف الملائكة وتخاطبهم كمان..
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)
دي كمان بقت تشوف سيدنا جبريل .. و دي منزلة عالية جدا..
دلوقتي خلاص ستنا مريم بقت جاهزة للمعجزة >>>>
هيدخل لها سيدنا جبريل المحراب علي هيئة بشر وهيقولها علي المعجزة…. إنك هتحملي وتلدي وأنت عذراء..!!
( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)
(قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا).
يعني ايه الآية دي؟؟
هي مكانتش عارفة إن ده سيدنا جبريل..
وهي مكنش بيدخل عليها أي راجل المحراب .. فخافت منه
فهيقول لها إن هو رسول من عند ربنا..
(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)
فهتقوله ازاي وانا لم يمسسني بشر؟!
(قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)
فهيرد عليها سيدنا جبريل >> ده سهل أوي علي ربنا مش حاجة صعبة..
(قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا).
كلنا عارفين الغلام مين طبعا >>> هو سيدنا عيسى
وحملت ستنا مريم وطلعت بره بيت المقدس وراحت مكان بعيد عن أهلها
(فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا)
و هيجلها المخاض ( آلام الولادة) ومفيش قدامها غير نخلة يابسة، وصحراء جرداء
(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)
فهنا يناديها سيدنا عيسي ويقولها:
(فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
يعني إيه سريا ؟ .. يعني عين مياه تسري،
وبصي كمان فوقيكي النخلة اللي كانت يابسة بقي فيها تمر
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) .. ياه علي حنان ربنا
وهيقولها لما اي حد يكلمك مترديش عليه..
(فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).
فهتروح بيه لقومها ولما هييجوا يكلموها هتشاور عليه ده هو اللي هيرد مش أنا طبعا هيستغربوا ازاي هنكلم طفل!
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).
هيتكلم بقي سيدنا عيسي ويرد يقول إيه ؟ >>>
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)…
طب إيه بقي الرسالة اللي وصلتلنا من القصة الجميلة دي:
أول حاجة: إن لو ربنا حبك هيدافع عنك وعمره ماهيسيبك.
والحاجة التانية: ان ربنا هيستجيب لأي دعوة أنت بتدعيها .. بس ربنا له قوانين غيرنا، فارضى وكل حاجة ولها وقتها.. مش شرط اللي طلبته تاخده زي مهو..
إمرأة عمران اتمنت ولد ولكن ربنا رزقها ببنت بس خلاها سيدة نساء العالمين..
اوعي تيأس من رحمة ربنا أبدا وخلي عندك ثقة فيه وأبشر بكل خير
:::::
لا تقرأ وترحل، ضع بصمتك بالصلاة على النبي الحبيب .
وشاركها لعلها تفتح قلوبا مغلقة اذاشعرت بثقل نشرها فتذكرعظيم أجرها إنشرها
للمزيد من القصص و العبر تابعو صفحة
<<<قصص و عبر >>>
أحمد أنور المالكي الأزهري