مكتبة الأدب العربي و العالمي

الخف الذهبي_«بابالوغا» الجزء الثالث والاخير

وفي هذه المرة انتقت الفتاة من الصندوق ملابس من الذهب الخالص، وحين ارتدتها مضت إلى الكنيسة. وهناك راح الجميع ينظرون إليها معجبين بها أشد الإعجاب. وكان ابن الملك قد عزم على ألا يدعها تتسلل كما في السابق، وعلى أن يراقبها حيثما  اتجهت. ولذلك، عندما أوشكت الصلاة على الانتهاء، ونهضت
الفتاة كي تغادر الكنيسة، تبعها ابن الملك، لكنه لم يلحق بها. غير أن ماري، وهي تشق طريقها عبر الجمع متعجلة، فقدت فردة خفها اليمنى و لم يكن لديها ما يكفي من الوقت كي تبحث عنه. ووجد ابن الملك الخف، فالتقطه. وحين وصلت الفتاة إلى البيت خلعت ملابسها الذهبية ووضعتها في الصندوق، ومضت في الحال إلى الموقد في المطبخ.
طاف ابن الملك، الذي عزم على أن يجد الفتاة، أرجاء المملكة كلها، طالباً من كل فتاة فيها أن تجرب الخف، فكان
يأتي واسعاً في بعض الأحيان، وضيقاً في أحيان أخرى، ولم يلائم، في الحقيقة، أيا منهن. وبينما كان ابن الملك يتنقل من  بيت إلى بيت، وصل أخيراً إلى بيت والد الفتاة، وحينما رأت زوجة الأب ابن الملك قادماً، أخفت ابنة زوجها في حوض للغسيل أمام البيت. وحين دخل ابن الملك ومعه الخف وسأل إن كانت في البيت أية فتاة، أجابته المرأة: «أجل»، وأحضرت ابنتها. وحين انتعلت هذه الأخيرة الخف لم يتجاوز حتى أصابع
قدمها. وعندها سأل ابن الملك إن كانت هنالك فتاة أخرى، فقالت زوجة الأب: «لا، ما من فتاة أخرى في البيت». وفي تلك اللحظة برز الديك فوق حوض الغسيل، وراح يصيح:
«کوکو کوکوا ها هي في حوض الغسيل!».
صاحت زوجة الأب: «امض من هنا! وإلا خطفك النسر
وطارا».
لكن ابن الملك، وقد سمع ذلك، أسرع إلى الحوض، ورفع
غطاءه، فما الذي رآه هناك؟ الفتاة ذاتها التي كانت في الكنيسة،
وعليها الثياب الذهبية التي ظهرت بها هناك آخر مرة، لكنها كانت
راقدة في الحوض وليس في قدميها سوى فردة خف واحدة. وما
إن وقعت عينا ابن الملك عليها حتى كاد أن يفقد عقله
السرور. عندئذ، سارع إلى وضع الخف الذي يحمله في قدمها
اليمنى، فجاء على مقاس رجلها  تماماً، عدا عن مطابقته فردة الخف في
قدمها اليسرى. فأخذ ابن الملك الفتاة إلى قصره وتزوجها.

النهايه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق