مكتبة الأدب العربي و العالمي
#الخف الذهبي_«بابالوغا»
بينما كانت بعض الفتيات القرويات يغزلن وهن يرعين الماشية قرب واد عميق، اقترب منهن شيخ بلحية بيضاء طويلة – بلغت من الطول إلى حد أنها وصلت حزامه
وقال: «يا بنات، يا بنات، انتبهن إلى ذلك الوادي العميق! لو أسقطت واحدة منكن مغزلها من ذلك الجرف، فسوف تتحول أمها إلى بقرة في الحال!».
وما إن حذرهن الشيخ على هذا النحو، حتى مضى في سبيله ثانية.
لكن الفتيات اللواتي تعجبن أشد التعجب مما قاله لهن،
دنون من الوادي وانحنين فوقه ينظرن فيه؛ وبينما هن يفعلن ذلك تركت إحداهن -وهي أجملهن – مغزلها يسقط من يدها، فهبط إلى قعر الوادي.
وحين عادت في المساء إلى البيت وجدت أمها وقد تحولت إلى بقرة قائمة أمام المنزل؛ فبات عليها منذ ذلك الحين فصاعداً أن تسوق هذه البقرة إلى المرعى مع بقية القطيع.
و لم يمض وقت طويل حتى تزوج والد الفتاة من أرملة، جلبت معها ابنتها إلى البيت.
وسرعان ما كرهت هذه الخالة ابنة زوجها، لأنها كانت
أجمل من ابنتها بما لا يقاس. فمنعتها من أن تستحم أو تسرح شعرها أو تبدل ثيابها، وسعت بكل وسيلة ممكنة لأن تعذبها وتعنفها.
وفي يوم من الأيام أعطتها حقيبة ممتلئة بالقنب، وقالت
لها: «إن لم تغزلي كل هذا القنب جيداً وتلقينه، لا تعودي إلى البيت، لأنك إن عدت قتلتك».
سارت الفتاة المسكينة خلف القطيع وهي تغزل بأقصى
سرعتها، لكنها عند منتصف النهار راحت تبكي وتنتحب، بعد أن رأت هزال قدرتها على الغزل.
وحين رأتها البقرة، أمها، تنتحب، سألتها عن الأمر، فأخبرتها الفتاة بكل شيء.
وعندئذ واستها البقرة، وقالت لها ألا تقلق.
وقالت: «سوف آخذ القنب في فمي وأمضغه وسوف يخرج من أذني كخيط، يمكنك أن تسحبيه وتلقيه على العود في الحال».
وهذا ما حصل.
راحت البقرة تمضغ القنب والفتاة تسحبه من أذنها وتلفه، وسرعان ما أتمت تلك المهمة بأكملها.
وحين عادت الفتاة إلى البيت في المساء، وأخذت إلى زوجة أبيها القنب كله، وقد غزلته، ذهلت هذه الأخيرة أشد الذهول، وفي الصباح التالي أعطتها مزيداً من القنب كي تغزله وتلفه.
#الخف الذهبي_«بابالوغا»
الجزء الاول
يتبع…
حكايا العالم الاخر