مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة كفاح مصرية الجزء الثانى

وقبل ان يتحرك الملك بعجلته الحربيه امر القائد أبانا قائد الاسطول ببدء التحرك فى النيل للشمال. وعبر الجيش أسوار طيبه الضخمه والعاليه من بوابتها الشماليه تتقدمه طلائع الكشافه باسلحتها الخفيفه ومهمتهم استطلاع اماكن قوات العدو واعدادها واسلحتها واخبار القاده بالمعلومات اولا بأول. وتليهم العجلات الحربيه التى تزلزل الارض وتهدر باصواتها العاليه ثم فرق المشاه حاملى الرماح وفرق الاسلحه الخفيفه المتسلحين بالسيوف وغيرها وفى النهايه عربات الغذاء والدواء والاسلحه.
وبعد أن خرج الجيش من طيبه خرج الملك خلفه بعجلته الحربيه وحوله مجموعات الحراسه المكونه من سرية عجلات وفرقة الحرس الملكى.
وبعد مده من السير امر الملك السائق بالتوقف ونظر خلفه إلى أسوار طيبه التى تلوح فى الافق واخذ يتمتم بصوت خفيض
طيبه ياطيبة ياارض الاجداد
طيبه ياطيبة ياخير البلاد
قصورك ومسلاتك تشهد على الامجاد
انتى فى قلبى مهما يطول البعاد
ياحبيبتى بينى وبينك ميعاد
واغرورقت عيناه بالدمع وتساءل فى نفسه هل ساراكى ثانية يابلدى الحبيبه ؟؟ ثم استانف المسير خلف الجيش.
واخذ الجيش يجد فى المسير وفى النيل كانت السفن الحربية تبحر للشمال وكلما دخل الجيش قريه او مدينه يستقبلهم الاهالى بالورود والهتافات حتى بدات الشمس فى المغيب فامر الملك القائد بيبى بالمبيت حتى يرتاح الجيش وان يستانف المسير قبل الفجر وارسل فرق الكشافه فى الأماكن والجبال المحيطه لتامين المكان من اى هجوم مباغت للعدو.
وقبل الفجر استأنف الجيش المسير وعند الظهر اقترب من الحدود الشماليه لمملكة الجنوب حتى وصل الى وادى ابيدوس.
فأرسل الملك الكشافه ليسبقوا الجيش ويستطلعوا الاخبار فوجدوا الاهالى يجرون مذعورين ويصرخون الرعاه الرعاه فاوقف ضابط بعض الاهالى وسالهم مالامر.
قالوا الرعاه يحرقون القرى ويقتلون الاهالى بلا شفقه ولا رحمه ويسرقون وينهبون كل مايجدونه من متاع.
فاسرع الضابط مع فرقته ليستطلعوا الامر فوجدوا جيش الرعاه باعداده الغفيره وعجلاته الحربيه تسد الافق يحرقون الأخضر واليابس ويفسدون فى الارض فاسرعوا بالعودة ليخبروا الملك وقادتهم بما راوه. ولما علم الملك بالأمر اجتمع بقواده وقال لهم ان ابوفيس والرعاه جاؤا بجيش أضعاف عدد جيشنا وان عدد عجلاته تفوق بكثير عدد عجلاتنا وهم سيصلون الينا قرب العصر فرد القائد الاعلى بيبى وقال إن رماتنا الاشداء يستطيعون إلحاق الخسائر بعجلاتهم وإعطاء الفرصه لعجلاتنا فى الانقضاض السريع عليهم فامره الملك باختيار مواقع مجموعات الرماه بعنايه وان يبدا الجيش فورا للاستعداد للمعركه. ووصلت اخبار الاسطول انه يشتبك الان فى النيل مع العدو ويبلى بلاءا حسنا وانه دمر واغرق خمسة سفن للرعاة حتى الآن. فنظر الملك لبيبي مبتسما وقال هذه بدايه تبشر بالخير . وانفض الاجتماع وبدأ القاده والضباط ينظمون الصفوف استعدادا للقتال واختار بيبى بنفسه مواقع متميزة لفرق الرماه.
وعند العصر ظهر فى الافق غبار كثيف فقال بيبى هذا ابوفيس وجيشه وعما قريب ستبدأ معركة طيبه فرد الملك بحماس وقال ونحن لها.
وبعد وقت يسير وصل جيش الرعاه وادى ابيدوس الفسيح فى مواجهة الجيش المصرى واخذ الجيشان تشكيل القتال. وفورا ودون تمهل امر ابوفيس ببدء الهجوم فبرزت خمسون عجله من عجلاته وهجمت فى سرعه وشجاعة ثم انقسمت لمجموعات كل مجموعه من عشرة عجلات فاستقبلتهم فرق الرماة المصريين الاشداء بسهامها وجندلتهم فى وقت يسير . فاغتاظ ابوفيس واحمر وجهه ثم امر بمجموعة أخرى مكونه من مائة عجله بالهجوم فى مجموعات كل مجموعه من عشرين عجله فهجموا على الرماه ونجحوا فى إسكات بعض المواقع والحاق الخسائر بالاخرى ولكن باقى الرماه دمروا العجلات وقتلوا فرسانها وماتبقى منهم اطبقت عليهم العجلات المصريه ودمرتهم عن اخرهم . ففرح بيبى وقال للملك أرأيت يامولاى ان الرماه يبلون بلاءا حسنا فرد الملك وقال ولكن تركيز الهجوم عليهم وسيرهقون عما قريب ولن يستطيعوا الصمود. وعلى الجانب الاخر استمر ابوفيس يرسل مجموعات اكثر فأكثر من العجلات لمهاجمة دفاعات المصريين وارهاقها والحاق الخسائر بها لكن فرق الرماه المصريه ومعها العجلات كانت تفتك بهم فتكا ذريعا ولاتبقى منهم احد . وفى النهايه امر ابوفيس كل جيشه بالهجوم على الجيش المصرى فصاح القائد بيبى مولاى الان تبدا معركة طيبه. فاشار الملك سقننرع بالهجوم الشامل بكل قواته فهجم المصريون كالاسود يزارون زءيرا ارتجت له الجبال واشتبك الجيشان فى قتال دامى ومتلاحم وانطلق الملك كالاسد الجسور يحصد رقاب الرعاه حصدا. وكانت الدماء تسيل غزيره من الجانبين وغطت الجثث ارض المعركه حتى اسدل الليل ستاره فتراجع الجيشان إلى معسكرهما للراحه ثم استئناف القتال فى الصباح.
قال بيبى للملك مولا ى ان جنودنا البواسل قتلوا الكثير من جند العدو ولكن عجلاتهم الكثيره تقتل منا الكثير وتحصد رقابنا. وأتت الاخبار ان الاسطول المصرى لازال يقاتل ببساله سفن الرعاه التى تفوقهم عددا. والسفن الان فى وضع الاشتباك المتلاحم..
وأصبح الصباح واصطف الجيشان وارسل ابوفيس عجلاته ثم هجم بجيشه و هجم سقننرع بجيشه وما بقى من عجلاته واشتبك الجيشان دون أن ترجح كفة أحدهما حتى العصر وفجأة وأثناء القتال برزت من وسط الجموع عجله عليها فارس عملاق قوى وشجاع من الرعاه حولها مجموعه من العجلات تخترق الصفوف وتجندل وتقتل من يقابلها من المصريين واخترق الفارس الصفوف حتى وصل الى سقننرع فضربه بالبلطه ضربه قويه على راسه فسقط الملك على الارض ودماؤه الزكيه تتفجر من راسه وسقط التاج المزدوج على الارض وحاول المصريون الذود عن مليكهم ولكن الرعاه هجموا على جثته وطعنوه عدة طعنات ثم تراجع الفارس ومن معه بسرعه خوفا من انتقام المصريين. واسرعت مجموعه من الضباط المصريين للمكان وحملوا جثة الملك والتاج الى خيمته.

وهنا ياصديقى نتوقف للاستراحة وشرب القهوة.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق