شعر وشعراء

مجنون ليلى جواد يونس

مجنون ليلى

أَنا في الْحُبِّ مِنْ قَيْسٍ أَجَنُّ *** وَإِنْ بي الرُّشدَ كُلُّ النّاسِ ظَنّوا

فَقَدْ أَوْدى هَوى لَيْلى بِعَقْلي *** وَقَلْبي لَيْسَ يَخْفِقُ بَلْ يَئِنُّ

وَبي مُذْ أَزْمَعَتْ هَجْري جُنونٌ *** وَإِنَّ جُنونَ بَعْضِ النّاسِ فَنُّ

وَلكِنّي عَلى الْعُذّالِ فيها *** بِعِرْضي وَالظُّنونِ بِها أَضِنُّ

أَنا مَجْنونُ لَيْلى إِنْ سَأَلْتُمْ *** بِهذا الْعَصْرِ عَنْ صَبٍّ يُجَنُّ

فَمَنْ عَشِقوا وَما نالوا وَظَلّوا *** مِنَ الْعُقَلاءِ ما عَشِقوا وَحَنّوا

وَلَسْتُ بِكاذِبٍ إِنْ قُلْتُ: إِنّي *** أَراها إِذْ عَلى بالي تَعِنُّ

كَأَنَّ خُدودَها بُسْتانُ وَرْدٍ *** وَنورَ جَبينِها النَّضِرِ اللُّجَيْنُ

أَرى لَيْلى، وَإِنْ بانَتْ، جِواري *** وَفي أُذُنِيَّ ضِحْكَتُها تَرِنُّ

فَتَرْشِفُ عَيْنِيَ الْعَسَلَ الْمُصَفّى *** مِنَ الثَّغْرِ الَّذي لِلثَّغْرِ يَرْنو

وَما قَبَّلْتُ فاها في صَباحٍ *** وَلا في اللَّيْلِ ضَمَّ الصَّدْرَ حِضْنُ

وَلا مَسَّتْ يَدي يَدَها مَساءً *** وَلا في الْفَجْرِ رَفَّ عَلَيَّ قَرْنُ

وَما يَوْمًا أَتَتْني في مَنامي *** حَياءُ الْغيدِ فَوْقَ الزَّيْنِ زَيْنُ

أَرى لَيْلايَ في صَحْوي مَلاكًا *** كَريمًا ما رَأَتْ عَيْنَيْهِ عَيْنُ

وَفي بَحْرَيْهِما كَمْ غُصْتُ شَوْقًا *** وَعُدْتُ بِلُؤْلُؤٍ بِهِما يُكَنُّ

مَلاكُ الشِّعْرِ لَيْلايَ الَّتي لي *** بِهِ أَوْحَتْ وَما أَوْحاهُ جِنُّ

وَما عَزَفَ الْيَراعُ سِوى لُحونٍ *** لَها فَحَديثُها الْعَسَلِيُّ لَحْنُ

الظهران، 1.9.2016 جواد يونس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق