مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة قصيرة … تلاقي الأرواح.. بقلم د. رسالة الحسن
اليوم بكت كثيراً ، ذكرت حبيبها الذي خان عهده أمام الله لها دون أن يفسر لها أي شي…! كل ماعرفته انه أدار ظهره لها ومضى، عندها ومن شدة دهشتها وصدمتها بمن اختارته دون الملأ ليكون رفيق دربها لم تعاتبه ولم تصرخ أو تشد شعرها أو تحاول أن تدعوا عليه كما يفعل الاخريات كلا لم تفعل كل ذلك …، كل ما فعلته أن قالت له وداعاً كلمة من خمسة أحرف ولكن لها عمق كبير أنها رغم مابدر منه من جحود استودعته الله الذي لا تضيع ودائعه ، كم كانت تحبه هذه الغبية نعم غبية لاتستغربوا من كلامي فهو في كل مرة كان يختفي عنها فكانت هي من تبحث عنه وتعيده إليها وتعطيه الف عذر للغياب والإهمال لها ، وكانت من شدة غبائها تصدق كلامه واعذاره وكان كلامه قدسي ومنزل من السماء ، فهوبنظرها الصادق الذي لايكذب ابدا …،الوفي الذي لايعرف الغدر سبيلا إليه…، الرجل الغيور صاحب النخوة والرجولة التي ليس لها مثيل هذه صفاته في نظرها ورغم وداعها له ، مازالت تكن له كل هذه المشاعر ..، إلم اقل لكم إنها غبية …، بكت ذلك اليوم وشريط ذكرياتها معه تمر أمام عينيها كفلم سينمائي قديم تعيده الف مرة في اليوم دون ملل …،وكانت ترسم على شفتيها ابتسامة خجلة سرعان ما تتلاشى حينما تصلها زخات دموع عينيها لتتساقط في حجرها كالشلال… ، فجأةوهي على هذا الحال سمعت صوته نعم انه هو ..!!، ولكن ما الذي أتى به إلى هذا المكان وكيف عرف اني هنا ..!!؟ و…و… مائة سؤال سألت نفسها وهي من شدة الذهول وبين أن تصدق ما سمعته وبين التشكيك مسحت دموعها جيدا حتى كادت تسقط عينيها ، فنظرت فإذا هو …نعم انه هو حبيبها ، ولكن ما الذي أتى به …؟ حاولت أن تقترب منه وتحدثه الا انها عندما أصبحت على قرب منه سمعت احد اصدقاءه ينادي عليه فتراجعت مسرعة ، كي لا تسبب له أي احراج أمام اصدقاءه ، وقررت أن تتبعه ، هاهو يدخل المقام الشريف تبا لااستطيع الدخول معه فالمكان للرجال فقط ربما سانتظره عند باب الخروج ..ولكنها أبواب عدة فما ادراني من اية بوابة سيخرج…؟ هكذا كانت تكلم نفسها ، ثم قالت في نفسها سادخل خلفه ولكن كيف …؟ وفجأه التفت واذا بامراءه كبيرة السن تصلي وقربها عربة مقعدين فطلبت منها أن تستعيرها لوالدتها التي لاتقوى على السير وستعيدها لها حال إكمال مراسيم الزيارة لوالدتها فلم تمانع المرأة، فأخذت العربة مسرعة وابتعدت قليلا عن الأنظار وركبتها وغطت وجهها بحيث لا يتعرف عليها احد فإذا بشاب قادم فنادت عليه اخي هل لك أن تتم لي مراسم الزيارة جئت من مكان بعيد مع اخوتي ولكنهم دخلوا ونسوني هنا منذ مده ربما انشغلوا بالصلاة ونسوا أمري فهل لك أن تدخلني فرحب الشاب الشهم بذلك وادخلها دون أن يمانع احد موظفي الحرم ظنا بأنها امه وليس معه نساء لذا قام هو بمراسيم الزيارة، وكانت تغطي وجهها بالعباءة جيدا وفعلا دخلت وهنا رأت حبيبها يصلي في احد أركان المقام الشريف ..، وعندما هم بالخروج طلبت من الشاب الأسراع باخراجها خوفا أن يعود اخوتها ولا يجدوها وفعلا اخرجها الشاب وشكرته وبعد أن اطمئنت من ذهاب الشاب واصلت المسير بالعربة خلف حبيبها ،بعد أن طلبت من احد العاملين ان يوصل العربة لصاحبتها وهي أسرعت بالخطى خلفه عسى أن يبتعد عنه أصحابه فتكلمه أو حتى ينتبه لوجودها..
فاستقل سيارته ومعه اثنين من اصدقاءه ، عندها وكأن صوت بداخلها يقول لها اتبعيه وفعلا سارت خلفه ولا تعرف كيف…؟ هل استقلت سيارة أجرة ام سارت خلفه سيرا على الاقدام ..!! رغم بعد المسافة ولكنها كانت تشعر وكانما ترافقه في نفس السياره وهنا قطع شتات افكارها منظره وهو يمسك طرف قبر والدته ويحدثها وكأنه طفل صغير فارق امه ليوم كامل وعاد يحمله الشوق لحظنها ، الغريب أنها كانت تسمع كل كلمة يرويها لوالدته ، وهنا رفعت يداها للسماء لتدعو لها بالرحمة وتدعو له بالصحة والعافية وراحة البال، وفجأة سمعت صوت الأذان نعم انه وقت الصلاة إلتفتت فلم تجده..! ولم تجد قبر والدته…! وجدت فقد صوت حي على الصلاة ..حي على الفلاح ، هنا أيقنت انها كانت تحلم حمدت الله وقامت وتوضئت وادت صلاة الفجر ،وصوت خفي قال لها تصفحي صفحته الشخصية لتعرفي اخباره ، فوجدت منشور فيه صورته وهو جالس قرب قبر والدته كما رأته في الحلم،فدهشت وقالت في نفسها سبحان الله الذي خلق الأرواح…، ولم تحاول معرفة اي تفسير لذلك سوى أن الله هو مسير الكون وبيده علم ماكان ومايكون .
د. رسالة الحسن