جوني شاب يافع في الثلاثينات من عمره، وقد عُرِفَ بأنه ممن فقدوا بوصلة مسار الحياة؛ إنه لا يشغل باله بما يقع من أثر جراء تصرفه على الآخرين ولا على ذاته . صفة قصر النظر هذه هي التي تتحكم في صياغة خطوات حياته اليومية.
تصور جوني لآفاق حياته اليومية هو تصور ضيق الأفق محدوده. إنه لا يمعن النظر في مواطن مواطئ أقدامه الأمر الذي جعل العقبات على طريقه سدوداً تعرقل مساره نحو أهدافٍ مجهولة الهوية.
ومما يجعل رحلة حياة جوني أكثر تعقيداً هو عامل وجود مجموعة من الصحبة ذات صلةٍ ضاربة في الحميمية، وأثر بالغ في مسار حياته التي اكتسبت نوعاً من المسار ذي الإيقاع الممل. المخدرات والخمور يُعتبران مدافن للهموم التي تواجه المجموعة من غير إدراك لحقيقة أن لحظات الخمر والمخدرات هي مجرد مغيِّباتٍ للعقول محدودة العمر لا تلبث أن تزول وتدع الهموم تعود لمقاعدها مع توسيع المواعين لمزيد من ركام الهموم.
الأجراس تُقرع بأنفاس النُّذر، وأصوات من آفاق المجهول تنادي بالحذر، وهمس من أعماق موروث الفضيلة النابتة من جذور شجرة الأجداد — كل هذا الرجع والصدى هو مطارق تنهال على ذاكرة جوني لإيقاظه من هذه الوهدة التي لا تبشر بضياء في نهاية النفق، وفي صحبة أسرة هشة الأوصال.
اللهم رحماك ربي.
