مكتبة الأدب العربي و العالمي
أميرة_قلعة_اليمام الجزء السابع
أمسك الشّيخ حازم بأذن الرّجل وهمّ بقطعها ،وفي تلك اللحظة إستفاق الآخر من إغمائه ،ولمّا رأى ما يحدث صاح: لا تفعل أرجوك ،وسأخبرك بكلّما تريد معرفته !!!أجاب حازم :هذا يتوقّف على مدى صدقك ،فلو أحسست بكذبك ،فسأقطع كلّ مرّة جزءا منه أمام عينيك ،هل فهمت ؟ قال الرّجل بخوف : أعدك أن أقول الحقيقة ،فذلك الرّجل هو أخي ،ونحن لصّان نسرق لنأكل ،ولا نريد السّوء بأحد ،كلّ ما في الأمر أنّ كاهنا مجوسيّا يسكن في الجبل ،أرسل في طلبنا بعدما سمع ببراعتنا في فتح الخزائن ،وطلب منا البحث عن كنز في قلعة اليمام ،وأخبرنا أن هناك ورقة قديمة في كوخ على طرف الغابة ،ثم أرسل معنا أحد أتباعه ليساعدنا ،أو ربما ليراقبنا ،لكنّنا لم نجد شيئا ،وباقي القصة تعرفونها ،فلقد حاولنا القبض على ذلك الفتى والبنت ،لكنّهما هربا ،وها نحن نتقابل من جديد.
كان بدر الدين ينظر إلى اللص باهتمام ،ثمّ سأله :كيف دخلتما إلى القلعة ؟ صمت اللص ،فقال حازم بصوته الأجشّ : هيّا تكلم !!!أجاب اللص: الكاهن له جاسوس، لكن لا أعرف من هو ، نظر الجميع إلى بعضهم ،واكتشفوا إختفاء الطباخ ،قالت ميساء : لقد كان رجلا بغيضا ،وهو لا يحبّ أن أدخل للمطبخ دون إذنه ،وكأنّه يخاف من شيئ، لا يجب أن نتركه يهرب !!! ردّ بدر الدين: لا شكّ أنه قد أصبح بعيدا الآن ،وهنا لوّح حازم بقبضته، وصاح : تبّا له لقد خدعنا ، لكن لا خوف منه، فهو لا يعرف عنّا شيئا ، سأجمع ما تبقّى من أعوان وعبيد الملكة اليمام ،ونسكن في القلعة ، فنحن أعلم النّاس بدهاليزها وسراديبها ،بعد ذلك نتخلّص من ذلك الكاهن، فهو خطر علينا. قال اللصان: إسمع ،إنه مازال يثق فينا وسنأتيك بأخباره ،إذا أردت !!! أجاب حازم بتهكم: أتعتقدان أني أحمق لأدعكما تخرجان من هنا أحياء ،لا بد من قتلكما ،قال بدر الدين :عددنا قليل، ونحن نحتاج لخبثهما ،فلن نربح بالسّيف وحده !!! حرّكت ميساء رأسها موافقة ، وقالت :هذا صحيح ،وبإمكان الحارسين، والمربيّة أالإنضمام إلينا ،فهم من أهل الثّقة .
ثم أإنشغلواا بإعداد المائدة، وجلسوا يأكلون ،ولم يغب الحبّ الذي بين بدر الدين و الأميرة ميساء عن أنظار الحاضرين الذين إبتهجوا بهم فمنذ موت الملكة اليمام إنقطع فعل الخير ،وغابت المساعدات للزّوايا ودور العلم ،فلقد خاف منها سلطان بغداد ،وتآمر مع أخيها لقتلها ،وترك دمعة في العيون لم يمحيها الزمن .بعد الطعام قالت ميساء للشيخ حازم :أريد أن أريك شيئا وقادته للبهو الذي فيه الزنبقة ذات الورقتين ،ثم قالت له: أليس عجيبا أنّ بديعة مربيّة بدر الدين كانت تحتفظ بلوحة فيها نفس تلك النبتة، لا يمكن أن يتعلّق الأمر بمصادفة ،ولقد صعدت على كرسي لأتحسّس ذلك النّحت البارز على الحائط ،لكن جاء أولئك الحمقى ،فاضطررت إلى الإختفاء . أجاب حازم: لا أعتقد أنه يوجد شيئ في ذلك الحائط ،فلقد كنت موجودا لمّا تم بناءه !!! قالت ميساء :أنا متأكدة أن هناك سرا هناك ،ردّ عليها ربّما ، من يعلم ؟سأذهب الأن ،فأمامي عمل كثير ،وإن وجدت شيئا ،فاعلميني به .
أطلت البنت من النّافذة ،وسرحت بخيالها ،وفجأة رأت فراشات تحوم حول حوض مليئ بالزّهور الملوّنة ،فخطر لها شيئ ،فنزلت بسرعة ،ولما إقتربت منها ،أحسّت بالدّهشة ،فلقد كانت زنابق جميلة ،وتذكّرت حبّ الملكة اليمام لتلك الزّهور، وأنّها كانت تزرعها بنفسها ،ثم نظرت حولها ،والتقطت عودا طويلا من الأرض،بعد ذلك أدخلته في الحوض ،وفجأة اصطدم بشيئ صلب ،وفي ذلك الحين كان الشّيخ حازم يفتح بوابة السّور ليخرج ، فرآها منحنية ،وصاح متعجّبا : لماذا تنبشين تلك الزّهور يا ميساء ؟ فأجابته بفرح : لقد وجدت كنز الملكة اليمام …
…
يتبع الحلقة 8
من قصص حكايا. العالم الاخر