السعادة الحقيقية والابتهاج والفرح والسرور طلب حقيقي لكل الناس، ولكنهم يختلفون في تفسيرها كل على حسب من يراها، فالبعض يظنها في جمع المال، وآخر في الحصول على منصب رفيع، وآخر في الحصول على شهادات عالية، وهكذا من يراها في غير ذلك، ولكن الحقيقة تعتبر هذه الأمور الهادفة جزءًا من السعادة، وليست السعادة كلها، فهي سعادة وقتية تزول بزوالها، فصاحب المال قد يفقد ماله لا قدر -الله تعالى- ويجب عليه أن يستخدم ماله فيما يرضى الله تعالى؛ حتى لايكون وبالاً عليه، وصاحب المنصب الرفيع قد يُعفى من منصة، أو يتقاعد.
وقال الشاعر:
ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ… ولكن التقيُّ هو السعيدُ
ليس السعيد الذي تسعده دنياه…. إنَّ السعيد الذي ينجو من النار . قال الله تعالى: “وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور” سورة آل عمران ١٨٥؛
لذا نجد غالبية السعداء يشعرون بالأمان والأمن المعرفي، ويسعون إلى أعلى درجات الطمأنينة ،والطموح والتميز والتقدم والإخلاص في سبيل خدمة الدين والوطن والمواطن والمقيم، بطرق احترافية لرضى رب العالمين، فهم صنائع المعروف والحياة السعيدة والجميلة، ويستطعون بتوفيق -الله تعالى -الخروج من الأزمات والعقبات والمعوقات التي توجه سبل العيش السعيد بطرقٍ احترافيةٍ وعلمية وعملية ؛لتصبح حياتهم اليومية أكثر سعادة، ولايشغلون تفكيرهم بسفاسف الأمور، ويتحدثون عن آمالهم ونجاحات متصلة ،ويسألون الله تعالى حسن الخاتمة، والنجاة من النار، ويرزقهم علمًا نافعًا، وفهمًا واضحًا ومحددًا لأمور الحياة ،وعمل متقبل، واستقرار وسلامًا فوق الأرض وتحتها ؛لأنهم يقدمون منافع كثيرة للناس ،ويحملون أهدافًا ورسالات سامية في الدنيا؛ لكسب الأجر والثواب في الآخرة، وينسجمون ويتأقلمون مع مايحدث لهم ؛لذا يجدون السعادة والابتهاج والفرح والسرور، ويعيش كل واحد منهم تفاصيل الحاضر، وأن كانت أمور حياته بسيطة ؛لأنه يستحضر معنى البساطة ربما تكون سر السعادة الحقيقية وتجعله يتذوق جمال الأشياء البسيطة التي بين يديه، ويستمتع بها لأنها تعكس ثقافته ورغباته ،وطموحه؛ ليرسم مجرى حياته في اتخاذ القرار المناسب للسعادة الحقيقية، فهي أمر سهل يصنعها الإنسان بنفسه، وهي لاتُباع ولاتُشترى، ولاتوضع في الرفوف مع البضاعة، ولاتخضع للمفاضلة، أو المقايضة، فالسعداء الحقيقيون لايغضبون كثيرًا، ويعملون الخير كثيرًا، مهمتهم في الحياة الدنيا واضحة ومشرفة، يقدمون منافع متعددة على قدر المستطاع، وبعدها يستمتعون بجمال الحياة الدنيا، ويتفاعلون مع معطياتها أيًا كانت، ثم يرحلون عنها بسلام آمنين ،وقد تركوا أثرًا طيبًا فهم متفائلون يرون الحياة بمنظور مختلف عن بعض الناس، ويحمدون الله تعالى دائمًا في السرَّاء والضراء، ويؤمنون بأن الأرزاق والفرص من عندالله تعالى، وموزعة بين الناس بالتساوي، ودائمًا يضيفون جوًّا من السعادة والفرح والسرور على من حولهم، حتى في أصعب الأمور ،وهم يشكرون الله تعالى أن منحهم فرصةً عظيمةً للعيش على وجه الأرض، ووعدهم بالفوز بالجنة، فهم عكس بعض الناس الذي يقضي على سعادة الآخرين بتصرفات غير متزنة . رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم عضو هيئة الصحفيين السعوديين، مخترع، رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان، سفير جبر الخواطر [email protected]