مقالات

قال احمد شوقي امير الشعراء :إنما الأمم الأخلاق ما بَقِيَتْ *** فإن هُمُ ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا

الأمة التي يصعب نهوضها وإصلاحها وتقدمها بالرغم من كل الضربات على رأسها لا بد من استيقاظها  بكل الطرق والوسائل لإحياء التعليم والقيم والأخلاق فيها وتخليصها من الجهل ,والعصبيات القبلية التي دمرت مستقبل اجيالها وضعفت بالدفاع عن نفسها ومصالحها القومية , لان القيم والأخلاق هي البوصلة التي توجه كل أمة الى طريق الصواب ، فهذا الأمر من اسس  وصلب التقدم ،لأن ضياع القيم والأخلاق  يعني ضياع الأمة ، وضياع مصالحها القومية ، وانتشار الفتن فيها  وغياب الثقة بين طبقات المجتمع ، وقد كِيدَ لأمتنا العربية بمكائد كثيرة  كي تعزف وتترك التمسك بقيمها ومبادئها التي بنت على أساسها حضارتها , وللأسف هنالك مئات محطات التلفاز الهابطة في عالمنا العربي التي تعمل على ذلك خدمة لأعداء الامة  وتبث سمومها ليلا  ونهارا من أجل تلويث وغسل عقول أبنائها  وإبعادهم عن قيمهم  و موروثهم الحضاري لكي تبقى الامة في الضياع من اجل سلب ثرواتها من تحت ارجلها وهم منشغلون في صراعاتهم  القبلية والطائفية ,فكم من حرب أهلية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان شتت هذه الأمة ودمرت أوطانها ومستقبل أجيالها.

في زماننا هذا نجد أن القيم والأخلاق والشهامة والنخوة  والشعور بالمسؤولية الجماعية في مجتمعاتنا قد تاهت وضعفت  في زحمة الحياة بل ضاعت وكادت أن تختفي ، وان الانتماء للمجتمع  والبلد مفقود واصبح الانتماء للقبيلة , وأصبح الناس كلٌّ منكفئٌ على مصلحته ، وأصبحت  هموم الدنيا والجشع لجمع المال أكبر هم الانسان , والأنانية سيطرت على شعور الناس وتصرفاتهم , لا أحد يراعي  مصلحة وطن ولا بلد  ولا شعب ولا يراعي كبيرًا ولا صغيرًا , ولا أحد ينهى عن المنكر ولا يأمر بالمعروف , ولا يوجد  رحمة بين الناس إلا من رحم ربي .
ثقافة الأنانية والعصبية  القبلية والانفلات الخلقي والمصلحة طغت على كل شيء ، واختفت قيم التعاون بين أبناء العائله الواحدة وبين أبناء الشعب الواحد ، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا بد له أن يتفاعل مع مجتمعه ، وينبغي ألا يعيش في برج عاجي منعزلاً عن أبناء بلده و شعبه ، لا بد من التعاون بين أبناء البلد الواحد لمصلحة بلدهم  ولا داعي لثقافة التفضيل والأنانية ، بل لا بد من ثقافة العطاء والانفتاح والتعاون والتواصل مع بقية أبناء المجتمع .
من هذا المنطلق , يجب التعاون وبث والوعي بين الناس لكي نبني بلدنا ونطورها ونصلح ما يمكن إصلاحه ، ويجب أن نضع في أذهاننا أن بلدنا ومجتمعنا يستحق منا كل تضحية من اجل تقدمه وتطوره  من اجل مستقبل أجيالنا.

الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق