قائد لقد تشوقت جدا ياقمر لمعرفة ماذا حدث بعد ذاك النقاش الذي دار بينكم
ياقائد لم استطيع التوصل لحل فكيف استطيع اقناع المحامي وهو الوصي عني بأن يدفع لي هكذا مبلغ
ماذا سوف اقول له وماهو السبب
قائد.. لما لا تخبريه الحقيقة.. ماذا تقول وافسد صورة امي وابي أمام الناس وبعدها يقولون ابنتهم لم تكن فتاة صالحة.. استغربت من كلامها وقلت اذا ماذا فعلتي
لم أفعل ياقائد وكيف تجاهلت كلامه ولم افكر به واستمرت حياتي وكأني لم اتحدث معه
قائد.. وكيف ذاك لم تقولي أنكِ شعرت بالتهديد وهناك من يحاول اذيتك كيف تستطيعين تجاهل هذا الأمر
قمر.. ياقائد لم أدرك الخطر الحقيقي الذي انا به الا بعد أن اكتشفت ان المحامي وأم عماد وعمتي هم من يخططون لتخلص مني
قائد.. ماذا ماذا توقفي وكيف ذلك من أخبرك
اسمع كنت ذات يوم قد جلست متأخرة من النوم
نزلت لكي اطلب من الخالة ام عماد ان تصنع لي بعض الطعام لاني شعرت بالجوع
وعند اقترابي من مطبخ القصر سمعتها تتحدث مع شخص ثاني لم يكن الصوت غريب عني
قائد ومن صاحب الصوت… انه صوت المحامي ياقائد.. فقد سمعته يقول لها علينا التخلص منها باي طريقة كنت أظن عندما اسلط ذاك الشاب عليها سوف يستطيع سحبها لعالم المخدرات ومن ثم الإدمان ومن ثم الموت لم أكن أدرك انها سوف تبتعد عنه بهذه السرعة وانتي تعلمين ياست عالية نحن باامس الحاجة السيطرة على ملاكها لتمويل جامعتنا
ردت عليه الخالة ام عماد او مايسميها بعالية
علينا تدبير أمر قتلها ولكن ياست عالية انت تعلمين ان عمتها لاتقبل بهذا الأمر هي تبحث عن أمر لايثير الشكوك وخصوصا بعد موتها سوف تكون هي واختها الوارثتين الوحدتين في هذه الأملاك العملاقة وربما اصبحتا محط للشبهات….
قائد ماذا تقولين انتِ هل حقا هذا الذي تتحدثين عنه… نزلت دموعها وقالت هل تدرك انك وحيد في هذا الكون هل تدرك قمة التعاسه عندما يكون أقرب الناس لك هو من يحاول التخلص منك
انا لست بخير ياقائد أشعر أني اختنق
اقتربت منها واحتضنتها وقلت بكل هدوء لا تخافي انا معك انا هنا لم تعودي وحدك في هذا العالم….
وبعد فترة قالت دعني اكمل لك
بعد سماعي لهذا الحديث أسرعت إلى غرفتي وأخذت بالبكاء أين اذهب وماذا أفعل
هل اهرب ولكن إلى أين اهرب ومع من اعيش
وفي اليوم التالي أخذت مصوغات ذهبية خاصة بي وقمت ببيعها وأيضا كنت امتلك مبلغ مالي لاباس به
وبعقل المراهقة قررت الهروب والابتعاد عن حياتي حتى أبلغ السن القانوني وأعود بعدها لك تصبح املاكي من حقي التصرف بها..
وفعلا تمكنت من الهروب والذهاب إلى مكان ثاني بعيد جدا عن عائلتي وأصدقائي وكل من يعرفني
وجدت فندق في مكان نائي قرب الجبال يديره رجل وزوجته
قمت بااستجار غرفة به…
كان أمر هذا الفندق مريب لايوجد به الا بعض الاشخاص الذين يستاجرون الغرف لكي يقوموا بتسلق الجبال القريبة منه او ربما هذا ماكنت اظن
ولكن بعد يومان بدأت أشعر بالخوف ان نظرات أصحاب الفندق لي مريبة وذات ليلة استيقظت وقد وجدت حولي بعض الرجال قاموا بسحبي من الفراش وضربي بشكل مبرح ومن شدت الضرب اغمى عليه
استيقظت وجدت نفسي مرمية بين المقابر
وانت رأيت حالتي
قائد اظن انهم اعتقدوا انك قد مُت وعندما عادو لك يتأكدون من موتك وجدوكِ غير موجودة لهذا قاموا بالبحث عنك واظن ان صاحبة الفندق وزوجها هم من طرقوا بابي يبحثون عنكِ…..
جلس قائد يفكر ويفكر طول الليل بمشكلة قمر وكيف يستطيع مساعدتها
ولكن لم يصل لحل منطقي هو رجل بعيد عن أجواء المدينة حياته محورها يدور بالعمل في الجبال بتقطيع وحفر الصخور ليس له اي اختلاط مع بشر فقط من يعمل معهم في الشركة وصديقه الطبيب
من يستطيع تقديم المساعدة له هو يحتاج لمحامي
ثم لم يبقى سواء يوم واحد وعليه الرجوع للعمل من جديد
ففكر بشيء ربما لم تقبل به قمر ولكن لك يكون له وجود حقيقي في حياتها ويستطيع الدفاع عنها عليه أن يرتبط بها ارتباط حقيقي نعم سوف اتزوجها….
جاءت قمر وجلست بالقرب من قائد وقالت
بماذا تفكر ياقائد
اسمعي ياقمر كم عمرك الان بالضبط…
قمر بعد أربعة أشهر ادخل في عمري الثامن عشر
بمعنى أنكِ سوف تدخلين السن القانوني نعم سوف أبلغ السن القانوني الذي يجعلني اتحكم بحياتي
قائد.. هل تعلمين كنت قدرت عمرك في بداية الأمر التاسعة عشر او العشرون لا انت وأهم ياقائد وفاة جدي ومادار من أحداث معي تقربيا سنة وكم شهر…
حسنا لما تبحث عن عمري بالضبط ياقائد
اسمعي ياقمر انا والله يشهد علي كلامي ليس لي اية غاية منك فقط اريد مساعدتك والوقوف معكِ
ولكن لكِ استطيع حمايتك يجب أن نتزوج عند شيخ الجامع وبعد عدت أشهر نقوم بتصديق هذا الزواج بشكل رسمي وبعدها نظهر أمام الجميع ونطالب بحقوقك
كنت انظر إلى ملامحها وردت فعلها
لم اتوقع انها سوف تقوم باحتضاني وشكري من قلبها
وقالت انا معك وشكرا لأنك سوف تقف معي
رفعت راعيها عن كتفي وقلت
اسمعي ياابنت الناس بعد اخذ حقوقك كاملة سوف ننهي هذا الزواج ليكن بعلمك انه حبر على ورق وليشهد الله اني ليس في داخلي اي طمع او شر اتجاهك انا فقط احاول ان اساعدك
ولكن ياقائد نعم انا لازلت صغيرة ولكن مساعدتك لي اكبر دليل انك انسان شهم وصاحب أخلاق يكفي وقوفك معي مساعدتي….
لا عليك ياقمر اولا علينا أن نتأكد ان أصحاب الفندق لم يعود للبحث عنكِ
وكيف ذلك ياقائد لاعليك فقط سوف اخرج الان واقفلي الباب خلفي جيدا ولا تفتحيها ابدا
وكيف تعرفين اني القادم سوف اطرق ثلاث طرقات
واقول انا قائد… حسنا ياقائد
قائد.. يجب أن أذهب إلى شيخ الجامع
شيخنا عندي قصة وسوف اقصها عليك.. نعم تفضل ياولدي
بعد أن استمع شيخ الجامع جيدا لي قال
سوف ازورك الليلة واعقد قرانك على الفتاة
ولا عليك من أصحاب الفندق
اساس تم القبض عليهم لأنهم قاموا بسرقة شخص قضى ليلة عندهم وقام بابلاغ الشرطة
جاء الشيخ عند المساء وجلس وتحدث مع قمر وقال لها اسمعي ياابنتي سوف اقوم بعقد قرانك على قائد
وسوف يحضر ابني بعد قليل لك يكون شاهد
ثم اذا كنتِ ترغبين نشهد معك في الشرطة ضد أصحاب الفندق
قمر… لا ياشيخنا لأن الشرطة سوف تقوم بااستجوابي وربما ينكشف أمر هروبي من القصر
الشيخ.. فعلا ياابنتي لقد فاتني هذا الأمر…
ها هي الآن بعد عدت ايام بسيطة أصبحت زوجتي
هل انا في حلم ام الواقع أصبح غير منطقي
خرج الشيخ اقتربت منها ووضعت يدي على كتفها وقلت اسمعي ياابنت الناس كله حبرا على ورق حتى تعود حياتك السابقة وبعدها نقرر ماذا نفعل
الان ليس علينا غير الانتظار…
اليوم التالي…
أشعة الشمس قد دخلت شباك غرفتي معلنه بدا يوم جديد كان وجهها مشرق كشروق الشمس
تنام بكل هدوء وبراءة .. كم هي حسناء حسناء لا لا بل هي فائقة الجمال ترى هل وقعت بحبها ام ابهرني جمالها الاأخاذ.. ربما العطف عليها وعلى قصتها او ربما وقعت في حبها منذ اول نظرة
انا لا اعلم مابي ولكن أصبحت اريد تلك التي تنام بفراشي بكل حرية…..
قائد نظرت لها وانا احمل بعض الطعام والشاي وجلست قربها وقلت هيا دعينا ناكل فطورنا
سوف اذهب اليوم للعمل اقتربت مني ووضعت قبلة على وجنتي لم يبدر مني سوا ابتسامة بسيطة
بيني وبينكم كاد قلبي يقف من الفرحة
كنت وحيدا طول سنين حياتي اعيش من أجل لاشيء وها انا وبين ليلة وضحها أصبحت في بيتي تلك الأميرة الصغيرة زوجتي نعم انا أجهل ماسيحدث ولكن لايهم المهم أصبح واخيرا لحياتي عنوان اسمه قمر…..
خرجت من الدار وانا اوصي بها لاتفتح الباب مهما حدث فقط انا عندما اطرقها ثلاثة طرقات
ذهبت للعمل وبدأت اعمل كان فكري معها مشغول ماذا فعلت الان وبعد انتهاء العمل نسيت ان اخبركم اني طلبت ان اخرج العصر لم استطيع البقاء لليل مثلما كنت أفعل سابقا كان رئيسي بالعمل مستغرب لماذا غيرت وقت عملي قلت له اني أشعر ببعض الإرهاق كان رئيسي بالعمل يحبني ويحترمني
لهذا لم يعارض طلبي ووافق…
ذهبت الى السوق وقمت بشراء ملابس لها وأيضا بعض احتياجات المنزل لا أعلم ولكن كنت أشعر بالسعادة وانا اتبضع أمور منزلية لقد جعلت تلك القمر لحياتي معنى كان لدي الكثير من المال ولكن لم استخدمه لم أشعر بحب الحياة مثل هذه الحظة
عدت للبيت وانا محمل بااغراض كثيرة كنت انظر حولي وانا أسير خوفا من أن يكون هناك من يراقبني
اعلم ان صاحب الفندق وزوجته بالسجن ولكن الحذر واجب
طرقت الباب ثلاثة طرقات وقلت انا قائد
بسرعة فتحت الباب
دخلت واغلقت الباب خلفي وبمجرد وضع الأغراض على الأرض ركضت نحوي وطوقتني بذراعها ووضعت راسها على كتفي وقالت الحمد لله انك عدت
كنت انتظرك ودون وعي مني وضعت قبله على جبينها وقلت لاتخافي ياصغيرتي انا معك دائما وابدا
ثم نظرت للبيت كان دافئ ونظيف جدا وقد حضرت بعض الطعام ابتسمت وقلت انتي شاطرة ياصغيرتي
وكيف تعلمتي كل ذلك ياابنت القصور
قائد لا تخجلني قالتها بكل دلال هيا اغتسل وتعال كي ناكل انا اتضور جوعا…
وبعد الاكل قلت.. قمر لقد اشتريت لكِ بعض الملابس واحتياجات أخرى خذيهم
شكرتني وأخذ الملابس ودخلت غرفة المنام
وبعد وقت خرجت ووقفت أمامي كأنها زهرة ياسمين بيضاء يالله ماهذا الملاك الذي يقف أمامي
كيف استطيع تحمل هذه الاشهر دون لمسها واخذها بين ثنايا قلبي.. قائد مابك أين ذهب عقلك بالتفكير
لا لا انا معك انا فقط افكر بما سيحدث
جلست جنبي ووضعت راسها على كتفي وقالت يكفي اني معك باامان
اخذتها بين ذراعاي واستلقينا على الاريكة وتسلل النوم بكل هدوء
الساعة الان التاسعة ليلا الباب يطرق فتحت عيوني كانت تنام جنبي كطفل صغير ينام في أحضان أمه
سحبت يدي من تحت راسها ونهضت بهدوء
لم استطيع ايقاضها تركتها تنام بسلام
ذهبت عند الباب وقلت من كان صوت صديقي الطبيب
فتحت له ورحبت به
جلسنا نتحدث وأخبرته بكل ماحدث كان يستمع لي بكل جدية.. قال اسمع ياصديقي قائد اظن انك الان وقد حملت نفسك مسؤولية كبيرة لو علم أهلها لربما قتلوك قبلها لهذا عليك الحذر ياصديقي
لاعليك سوف احميها واحمي نفسي اطمئن
وبعد وقت رحل صديقي
لا أعلم شعرت بخوف يتسلل قلبي لم تكن نظرة صديقي الطبيب لي مريحة كنت أشعر انه ربما سوف يغدر بي… لا لا أظن ذلك انا فقط قلق عليها وبت اخاف عليها جدا تلك صغيرتي انا… ذهبت وايقضتها وقلت تعالي لكِ ناكل شيء معا كنت اعاملها كأنها أميرة
نعم هي أميرة أليست ابنة القصور العالية التي لم أكن في أحلامي اتجرا ان احلم بها
جلسنا طويلا نتحدث عن حياتي وحياتها وبعد منتصف الليل قلت لها هيا لنذهب للنوم
نامت على فراشي وانا حملت وسادتي وذهبت لكي انام على الأرض بالجنب منها
نظرت لي وقالت ليس من العدل ان تنام انت في بيتك على الأرض تعال نام جنبي اساس سريرك واسع ويكفي لنا.. اسمع ياقائد اعلم ان زواجنا حبرا على ورق وانك أخذت عهدا على نفسك ان تساعدني ولا تعتبره زواج حقيقي الا بعد عودت حياتي السابقة ولكن لا يضر وليس هناك أشكال في جلوسك بالقرب مني او يجمعنا سرير واحد اساس نحن متزوجان
نظرت لها بكل انبهار هي تتحدث وكانها فتاة ناضجة مدركة للحياة بشكل كبير
نمنا معا تلك اليلة كانت المرة الأولى في حياتي انام ومعي شخص يشاركني السرير نمت وقد اعتلت شفاهي بسمة وشكرت الله اني لم أعد وحيد في هذه الحياة
هذا هو الصباح يقبل محمل بنسمات بارده جدا وزخات مطر كانت مستلقية جنبي قلت في داخلي هل هذا هو الحب انا اخاف اني اقترب منها لاني لا أريد تدنيس ذاك الجسد الجميل يكفي ان أراها حولي ثم خاطبت ربي قائلا ارجوك ياالله لاتحرمني منها وساعدني لك اعيد لها حقوقها المسلوبة
خرجت وأغلق الباب خلفي وسرت في تلك الشوارع المبلله بماء المطر لازالت تمطر والبرد يشتد أكثر وأكثر ها أنا في موقع العمل
كنت أعمل بكل جد ولكن فكري مشغول بها لا أعلم شعرت بقلبي يخفق بسرعة وصرت اسأل نفسي هل يعقل اني عشقتها ولم تمضي سوى ايام على معرفتي بها او اسبوع او اكثر بقليل لا أعلم
قمر.. قلبي يخفق له شوقا عندما يغادر أشعر بالوحدة
دعوني اصفه لكم شاب مفتول العضلات ربما بسبب عمله الشاق في تكسير وتقطيع الصخور ذو بشرة حنطية الون وعيون سوداء كبيره ذو لحية وشارب كثيف وشعر اسود فاحم ربما بمقايس الجمال يقال عنه شاب وسيم بمعنى الكلمة ولكن بمقايسي انا أراه شاب ذو أخلاق عاليه وشخصية راقية جدا
فعلا ليست الدراسة كل شيء في الحياة احيانا تكون الحياة هي المدرسة الأكبر
الباب يطرق بقوة مازلنا في النهار قلبي يخفق بشدة
هناك صوت خلف الباب
يتبع…
من قصص حكايا العالم الاخر
