مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية #الشاب_سرور الجزء الثالث
《 واتضح انها مخبأة في كهف في اعلى جبل من جبال ممالك الببر بعيدا في الشمال
حيث الصقيع والبرد القارص جدا هناك في الاعلى لذلك لم يهتدي لها اي انسان》
… اضافة الى انه يقبع في ذلك الكهف مخلوق شيطاني مقيت عبارة عن نسر ضخم باربع ارجل يحرس الفروة منذ دهور .
قال النمر :
اظن انه قد حان دوري ..اما انا فقد اهتديت الى موقع البساط الطائر الذي يحملك بسرعة البرق الى اي مكان تريد بمجرد ان تهمس بأسم المكان بعد جلوسك على البساط … انه محشور داخل قلب شجرة دردار عملاقة قرب بحيرة تسمى بيكال .
هنا قال كثرائيل :
بالنسبة لي فقد استطعت ان اجد ينبوع شبيه بماء الحياة ، من يشرب منه يشفى من اشد الامراض المستعصية … انه داخل مغارة اسفل جبل الصوان تحرسه ساحرة شريرة لا تدع احدا يصل اليه ابدا … والان بعد ان انتهينا ملتقانا في الشهر المقبل … انا جائع جدا اتمنى ان اعثر على بشري وافترسه …
كان سرور ما زال في الاسفل يصغي باهتمام بالغ لما يدور حتى سمع جملة كثرائيل الاخيرة فاخذت مفاصله تضطرب فرقا الى ان غادرت الحيوانات وعادت الغابة تضج بالاصوات علامة على زوال الخطر فتنفس سرور الصعداء ونظر حوله وكان عمود الفجر قد انبلج فشاهد جذور بعض الاشجار القريبة ضاربة باطنابها الى داخل حفرة مربض الشيطان فتسلقها صعودا حتى خرج اخيرا فجلس يلتقط انفاسه ثم واصل مسيره نحو المدينة حتى بلغها فدخلها وسار في شوارعها ..
وكان يحكم تلك المملكة المترامية الاطراف سابقا سلطان عرف بعدله فلما مات اوصى بالحكم لابنته الوحيدة ولمن تختاره زوجا لها ، ولما كان عمرها سبعة عشر ربيعا فقد جعل ابن عمه وصيا على الحكم حتى تبلغ الاميرة واسمها ثريا … لكن ابن العم كان خائنا فطمع بالحكم فكان ان قام بدس سم عجيب لا علاج له في شراب الاميرة فلزمت الفراش في غيبوبة بانتظار الموت … وتظاهر ابن العم بالحزن وقام باحضار اشهر الاطباء لعلاجها ليغطي على جريمته لعلمه بعجزهم عن شفائها ..
لاحظ سرور ان المدينة يخيم عليها الحزن ولما استفسر عن ذلك علم بقرب وفاة الاميرة المحبوبة وعجز جميع الاطباء عن علاجها وهنا تذكر سرور ما قاله كثرائيل من امر ينبوع الحياة فقال في قرارة نفسه :
هل هذا معقول ؟ هل ان جميع ما مررت به في مربض الشيطان يقودني الى هذه اللحظة ؟ وهو ان شفاء الاميرة قد يتحقق على يدي ..
لم ينتظر سرور كثيرا بل سارع باتجاه جبل الصوان خارج المدينة حتى بلغه بواسطة حصان اشتراه بما معه من مال من المدينة ، دار سرور حول سفح الجبل فشاهدته امرأة عجوز فسألته عن مقصده فاخبرها انه ينشد مغارة مخفية في الجبل فقالت العجوز :
لا توجد مغارات في هذا الجبل … عموما اذا كنت متعبا فتعال واسترح في بيتي … انت في ضيافتي .
شك سرور في امر هذه المرأة لكنه قرر ان يجاريها حتى يبلغ ما يصبو اليه .
تبع سرور المرأة الى بيتها المنعزل عند سفح الجبل فشاهد منزلا جميلا وسط بستان اخضر يعبق بالروائح العطرة فغره الامر بدخول المنزل فترجل عن حصانه ودخل البيت وهنا …. فوجئ سرور بالعجوز وهي تهجم عليه من الخلف وهي ماسكة بمنجل عريض النصل فحاول ان يتفاداها لكنها نجحت بتمزيق كتفه الايسر فسقط سرور مرعوبا واخذ يزحف مبتعدا عنها لكنها واصلت الهجوم وهي تزعق وقد اتقدت عيناها جمرا فتيقن سرور انها الساحرة المزعومة حارسة الينبوع وان هلاكه على يديها لا محالة … رفعت الساحرة منجلها
يتبع …..
حكايا العالم الاخر