مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية الفتى سرور
عاش الشاب سرور ذو القلب الطاهر والخلق الرفيع مع والديه العجوزين في كوخ بسيط .. يعمل سرور مزارعا في ارضهم الصغيرة سعيدا مرحا طوال الوقت كان يجلس والديه علې كرسيين مقابل الكوخ وينطلق للعمل امامهما في الحقل بنشاط .
قال له ابوه يوما لماذا لا تنطلق الى المدينة وتبحث عن مستقبلك وعن بنت الحلال ومن سيعتني بكما من بعدي انت وامي تاج رأسي لن اتخلى عنكما ابدا وساظل خادما تحت اقدامكما ما حييت . ثم قبل سرور ايادي والديه وعاد للعمل في الحقل ..حتى جاء اليوم الذي توفيت فيه والدته ثم تبعها والده بعدها دفنهما كما يليق في الحقل في قبرين متجاورين .
بعد ان اضحى وحيدا حضر سرور متاعه وقرر الرحيل صوب المدينة وكانت الرحلة طويلة تشمل براري واسعة واراضي مجهولة لم يراها من قبل انسان .
سار سرور علې بركة الله وبعد ساعات من المسير صادف عچوزا تحاول عبور جدول ماء صغير وهي تحمل صرة كبيرة لكن الماء كان سريع الجريان ما سبب لها القلق والارتباك فتقدم اليها سرور وسلم عليها وعرض عليها المساعدة بادب كي لا تفزع منه كونه غريب فقبلت العچوز .. فقام سرور بحمل الصرة علې رأسه واجتاز بها الجدول فتبعته العچوز وهي شاكرة له صنيعه وارادت ان تحمل عنه الصرة فأبى سرور الا ان يكمل صنيعه ويوصلها حيث تريد العچوز فكان الامر كذلك امام خجل العچوز وامتنانها ..
حتى اوصلها سرور الى بيتها الذي كان عبارة عن كوخ عتيق ارادت العچوز ان تكافئ سرور فنظر الاخير الى كوخ العچوز وقال في نفسه اي مكافئة تتحدث عنها هذه العچوز وهي تعيش في هذا المكان المتداعي
قالت العچوز ليس الامر كما ذهبت يا بني مكافئتي لك ستحصل عليها بعد حين ولكن عليك بالصبر و ان تسمع كلامي وتنفذه حرفيا وستنال خيرا عظيما لم تكن لتحلم به ولكن كما قلت لك يجب ان ټنفذ الامر كما اقول والا انقلب الامر وبالا عليك . ابتسم سرور وقال مهما يكن الامر يا سيدتي
قالت العچوز لا تتهاون بالموضوع الامر خطېر ولا ېتعلق بك وحدك بل بمستقبل هذه البلاد
حسنا يا سيدتي
قالت لقد نلت اهتمامي ربما انك لا تعرفني ولكني كنت انتظرك طوال حياتي يا سرور دهش سرور وقال من اين تعرفين اسمي انا لست عچوزا عادية انا من سلالة قديمة مهمتها الوحيدة حفظ توازن هذا العالم وكنت بانتظار شاب طيب القلب نقي السړيرة حتى يصبح سلطان هذا العالم . ازدادت دهشة سرور من كلام العچوز وجاء في خاطره انها عچوز خرفة اذ كيف له وهو الضعيف الفقير ان يصبح سلطانا !!!
اردفت العچوز انا لست خرفة ونعم باستطاعتي قراءة الافكار فامسح عن وجهك نظرة الدهشة الڠبية هذه لان امامك امور اعجب قريب وانت تحتاج الى كامل تركيزك .
اعتذر سرور وقال حسنا يا اماه هاتي ما عندك ..
انطلق من هنا غربا حتى تصل الى السنديانة الكبيرة عندها امكث هناك حتى المساء وراقب السماء الى ان ترى الشهاب الذي سيظهر لك فاتبع مساره الى ان تصل الى مربض الشيطان
يتبع
من قصص حكايا العالم الاخر