خواطر

بين العشق وفوضى الوله

كان يحمل تحت معطفه ما لا يقل عن مئة منشور ليوزعهم كالعادة في المقاهي والمحلات المجاورة لحيهم
هو شاب في مقتبل العمر . كان قد أكمل دراسته منذ سنوات ، لينتظر كغيره الوظيفة فيستقر وضعه
لم يكن يتوقع أن علم بلاده منخفض كما هو الحال في كل بلاد العرب
وكرجل يحمل فكرة التغيير ، كان قد إنظم الى إحدى الأحزاب التي تسعى للإطاحة بالحكومة وتغيير الأوضاع ..!
أدخل يده في جيب معطفه الأسود وأخرج منه علبة السجائر المحلية الصنع .. ليشعل واحدة وهو يمشي بخطى ثابتة – كان يشعر بأن هذه الأفكار المستنيرة التي يحملها في عقله ،قد جعلت منه رجل دولة – . ومن الجيب الأخر أخرج صورة حبيبته ” هيفاء ” لينظر لها فتؤنسه في ليله هذا
كان الشارع مقفرا وقد ساده الظلام ما عدي بعض الأنوار التي تنبعث من مصابيح السيارات المارة من مختلف الجهات
وبلمح البصر ألتف حوله عصبة من رجال الأمن .. ليخرجوا من تحت أبطه كل المناشير ويجرونه جرا مثل شاة ……..!
توقف قلب ” علي ” عن النبض لثوان .. ثم إشتد
ماسمك وما هو إسم أمك .. تكلم وإلا دفنتك في مكانك هذا ..؟! هكذا قال أحدهم بصوته الأجش
تلعثم علي ليتدارك ..، فسأله الثاني .. ومن صاحبة هذه الصورة “إنطق يا حيوان”
أدرك علي أن نهايته قد قربت … ولكن ليس قبل العذاب
يتبع
منير المسروقي

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق