مقالات

كتبت الشاعره والناقده والفنانه نهاي ابراهيم بيم داموني

ما اجملها ايام الطفولة والبرأة حين كانت امانينا تجمعنا على الخير فنحلق باحلامنا الى العلا. كانت احلامنا متواضعة لا تتعدى لعبة جميلة او ثوبا جديدا او دفتر رسم نرسم عليه وردة نزينها بالالوان. او جسم طير او حيوانا اليفا. كنا نسعد ونبتسم حينها ان اتقنا رسم الصورة وسمعنا كلمة تقدير وتشجيع من الراهبة او المعلمة. كنا نشعر بالسعادة ونرضى باقل الاشياء. كنا قنوعين نشعر بضيق الاهل ونقدر تعبهم. برغم ان طبع الوالد كان شديدا جدا. فقد حاصرنا وحدد لنا كل خطوة نخطوها. او عمل نقوم به خوفا علينا. ليحمينا من الشر والضرر. كانا لنا هو ووالدتي الدرع الواقي والحضن الدافئ الحنون. كنا نجد في حضنيهما الطمأنينة والامان. فلا تخيفنا الايام ولا تنذرنا بضيق. فالحمل القيناه عليهما ولم نأبه او نشعر بمعاناتهما من اجل راحتنا وتأمين كل ما نحتاج اليه من مأكل ومشرب وعناية شديدة وتأمين الامور المدرسية.

 
لا حرم الله طفلا من والديه.
كم احن لطلاب صفي فقد كانت تجمعنا الالعاب البسيطة بادوات بسيطة. كنا نعدو ونختبئ وراء شجرة نلعب العابا مختلفى بالطابة وغيرها من العاب تحرك اجسادنا الغضة. فالعاب الامس تختلف كليا عن العاب اليوم. التي تبعدهم عن الحركة وجمعة الاصدقاء. فكل بعالمه وحيد.
احن لبيت كتب من قماش تخيطه والدتي نجمع فيه كتبنا ودفاترنا القليلة. كنا احيانا نعبث بكتبنا ودفاترنا حتى تأتي المعلمة تؤنبنا لنحافظ على بقائها نظيفة ومرتبة. فقد كان التعليم على قدر كاف من الجدية والاهتمام. واذا حصل تقصير منا في الدروس وحل الوظائف. كانت تقاصصنا فنجلس الساعات لننسخ الدرس مرات عديدة. او كانت تؤدبنا بالعصا. فالعصا لمن عصا.

 
كان لدرس الدين اكبر اهمية وحضور الصلاة يوميا في الكنيسة في دير الراهبات وهذا هو ما ابعدنا عن العنف والشر وحياكة المكائد للغير. او الضغينة والحقد والقتال. قالوا لنا ان هذا كله يغضب الرب. فخفناه واتقيناه ومشينا على اقواله وتعاليمه.
كانت العابنا بريئة تختلف عن العاب اليوم المدمرة لعقول الاطفال والتي تزرع فيهم الشر وتعلمهم العنف ليعتادوا عليها ويقلدوها. فحسبوا ان هذه هي الطرق السليمة للتعامل مع الغير وفض الخلافات على انواعها. واخذ الحق بالقتال والسلاح وليس بالكلمة الطيبة الحلوة.
الفرق بين طالب اليوم وطالب الامس شاسع.

 
لم نكن نشعر بهذه المشاكل التي تحدث يوميا وقد ازدادت كثيرا في ايامنا هذه واختلفت طرق التربية واساليب التعامل بين الاهل والمعلم.
فادوات اللعب في هذه الايام اختلفت وتحتاج الى رقابة شديدة. كما تحتاج لاخفائها عن متناول ايدي اولادنا. قد رايت فيها خطرا محدقا سيهدم مستقبلهم.
ولا ابالغ اذا قلت ان العنف الذي تفشى بين اولادنا اليوم هو سبب عدم مبالاة الاهل بالالعاب والادوات التكنلوجية الحديثة التي ملأت حياتهم.
ليتهم يستعملون الالعاب الايجابية التي تملأ الاسواق. لكنهم يختارون العابا تروق لهم فيخضع الاهل كي لا يكسروا قلوب اولادهم. لئددكي لا يشعروا بالنقص والحرمان. فيكون تاثيرها سلبيا يضرهم لعدم تدخل الاهل ومراقبة المختصين ومعلمي المدارس.
رايت ما تحتويه الالعاب الحديثة فافزعتني مخاطرها. كونها تحتوي على الطرق العنيفة القتل والضرب والسلاح فيكون تاثيرها عليهم سلبيا وغير مجد وخطير وبلا فائدة.

 
على الاهل تقع المسؤولية الكبيرة لاستجابتهم لطلبات اولادهم بشراء هذه الالعاب دون دراية او دراسة لمضرتها وتأثيرها على افكارهم ومعتقداتهم بلا رقابة لمجرد ان يتلهوا بها *وحايد عن ظهري بسيطة*
ولكي لا يشعروا بالحرمان او النقص وليتساووا مع ابناء جيلهم بامتلاك جميع هذه الالعاب المختلفة على انواعها.
كل الاشعار التي يوافق عليها المختصون في التربية الذين يعلمون ما هو تأثير الكلام على عقولهم وعلى افكارهم.
انصح الطلاب بان يستغلوا هذا الاختراع العظيم *جوجل*

 

ليأخذوا منه الاشياء المفيدة ويستغلوا كل الايجابيات فيه. لنجاحهم وتقدمهم والالمام بدروسهم وزيادة المعرفة وتفتيح افاقهم وتوسيع ثقافتهم وتنشيط ذاكرتهم وعقولهم وليدركوا معنى الحياة وقيمة بناء شخصيتهم وتحديد ما يتمنون ان يصبحوا بالمستقبل.
وكل هذا يجب ان يكون بمساعدة الاهل وهم اكثر من يعلمون ما هي ميول اولادهم باعمارهم المختلفة لتركيزهم وتحديد طريقهم لبناء مستقبل افضل.
اتمنى لجميع ابنائنا النجاح والتقدم والتوفيق..

مقالات ذات صلة

إغلاق