مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكايه_الولد_الفقير الجزء الاول والثاني والثالث

من قصص حكاياالعالم الاخر " واقعية "

امرأة فقيرة توفي زوجها وترك لها ولدا صغيرا ولم ترث شيئا لا مال ولا تجارة تساعدها على هموم ّالزمان وتربية ذلك اليتيم وبعد أن مضت أيام العزاء شمرت على ذراعها

وبدأت تشتغل مرة تغزل الصوف ومرة تصنع العولة للنساء وتأخذ نصيبا من الكسكس ومرة تغسل الملابس وخدمة النّهار ليس فيها عار،و الشّاقي أحسن من المحتاج

المهمّ لم تترك إبنها ينقصه شيء ثم أدخلته للكتاب مثل أطفال الحي وحفظ القرآن وكبر ذلك الطفل وأصبح شابا
في أحد الأيام بينما كان نائما رأى في الحلم أنه تزوج بنت القاضي و الأشراف وأهل الحي يهنئونه على زواجه .

أفاق من النوم فرأى أمه جالسة تطبخ الفطائر على الكانون وأخذ واحدة أكلها وشرب من كوب الشاي ثمّ سألها :هل لي أن أطلب منك شيئا يا أمي ؟

أجابته :إن شاء الله خيرا يا ولدي
فسكت قليلا ثم قال أريدك أن تخطبين لي بنتا أحبها يا أمي والآن اعتدلت الأم في جلستها وردت عليه :ولم لا فلقد أصبحت رجلا لكن بمن تفكر؟

أجابها: بنت القاضي
ضربت المرأة على صدرها وقالت له : هل تتكلم بجد يا ولدي؟ أجابها :هل رأيت على وجهي علامات المزاح طبعا أنا جاد فيما أطلبه يا أمي

صاحت :يا ولدي بماذا ستخطبها ليس عندك لا مال ولاجاه و لا أنت من الاعيان ولا أبيك من طبقتهم ولا هم من طبقته لكنه أصر على مطلبه وقال لها: لن أسمع شيئا ممّا تقولينه

ستخرجين الان وتخطبينها لي فلم تجد مفرا من القبول وردت عليه :الله يبارك ثم وخرجت تسأل عن دار القاضي
ولما وصلت دقت الباب فخرج لها الخادم وسألها عن حاحتها فأخبرته أنها ضيفة وتريد رؤية سيدته خديجة

فأدخلها لحجرة الضيوف وفرحت بيها امرأة القاضي وقالت : مرحبا حلّت علينا البركة تفضلي
ترددت الأم قليلا ثم قالت لها :أتيتك لخطبة إبنتك

أجابتها :مرحبا ، لمن تريدينها ؟
قالت لها لولد
نظرت إمرأة القاضي لهيئتها لكنها إمرأة فاضلة وإبنة الناس، ولم ترد أن تجرجها ،فقالت لها ولم لا ،

ثم خرجت وأرسلت مع الخادم هدية لها من كعك اللوز والبندق ثم رافقها وأوصلها لباب الدار فلم تجد بدّا من الإنصراف
رجعت تلك المرأة لولدها وقالت له :هل رأيت ما لحقني من إهانة بسببك لقد عاملتني كمتسوّلة عند عتبة دارها وكأنها تريد أن تقول لا أنت ولا إبنك من مقامنا

إسمع يا ولدي يهديك الله أبعد هذه الفكرة من مخك فطأطئ رأسه وخرج حزينا وجلس في ركن حتى غلبه النوم ورأى في حلمه أنه يمسك يد الفتاة وينظر إلى عينيها العلسليتان

فأفاق وقال في نفسه: يا له من شعور عجيب أكاد أحس أنفاسها على وجهي وحزم أمره ورجع لأمه من جديد وقال لها :إن لم تخرجي لدار القاضي فلن ترين وجهي بعد الآن

فأجابته :ماذا جرى لك يا إبني ألم يكفي الفقر الذي أعيش فيه حتى أجد مشكلة أخرى فما لنا للقاضي سأخطب لك بنت جارنا الطاهر فهي لا ينقصها شيئ

رد عليها لن أتزوج إلا بنت القاضي هذا هو مكتوبي هل تريدين أن أموت يا أمي ؟
لما سمعت ذلك خافت على إبنها و ذاب قلبها فخرجت وقصدت دار القاضي مرة أخرى

فتح لها خادم الباب فقالت: أريد رؤية سيدتك
وبعد قليل جاءت وهي تلبس قفطانا من الحرير وتعجّبت من حضور تلك المرأة الفقيرة مرة أخرى ولمّا سألتها عن حاجتها،

كررت طلبها بأنها تريد خطبة ابنتها لإبنها إحتارت زوجة القاضي ولم تعرف ماذا ترد عليها ثم فكرت قليلا وقالت لها: إسمعي أبوها هو من يقرر في هذه المواضيع

لذلك أنصح إبنك أن يذهب إليه غدا بعد نهاية عمله ويخطبها منه وإن شاء الله يسمع ما يرضي قلبه
أجابتها حسنا سأقول له ذلك وبارك الله فيك ثم ودعتها ورجعت لدارها

فسألها ولدها : أخبريني ماذا فعلت ؟
قأجابته : لقد كلّمت أمها فطلبت منك أن تذهب إلى أبيها و تخطبها منه
قال لها سأذهب إليه ،هل تعتقدين أني سأخاف منه ؟

ذهب الولد إلى المحكمة وجلس ينتظر حتى أكمل القاضي عمله ثم طلب الإذن مقابلته فأدخلوه
#حكايه_الولد_الفقير

ذهب الولد إلى المحكمة وجلس ينتظر حتى أكمل القاضي عمله ثم طلب الإذن مقابلته فأدخلوه
قال القاضي تفضل ماذا تريد يا بني وما حاجتك
قال الولد يا سيدي الشيخ جئت إليك لطلب يد إبنتك
قال القاضي لمن تريدها
قال لي أنا

اجابه القاضي مرحبا بك انت إبن من
قال أنا إبن فلان الفلاني
بدأ القاضي يفكر ولم يعرفه فقال اسمح لي يا ولدي لم أعرفه
والدك أين يعمل
قال له والدي متوفي وكان يخدم عند الناس عمله حزام
فكر القاضي قليلا وقال له مرحبا بك

إندهش الولد وقال يعني انت موافق
قال القاضي موافق لاكن بشرط فلا اشترط عليك لا ذهب ولا فضة وإنما أريد أن أعرف حكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف عندما تحكي لي قصته أزوجك إبنتي والله شاهد

ودع الولد القاضي ورجع إلى الدار لا تسعه الدنيا من الفرح قالت له أمه :ماذا فعلت هل وافق القاضي؟
أجابها : نعم لكنه شرط علي ان آتيه بحكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

صاحت المرأة : على سعدي ومن أين ستأتيه بهذه الحكاية ؟هذا إن كانت أصلا موجودة
طمأنها الولد حتى استرجعت هدوءها ثم رد عليها :لا تخافي يا أمي في كل مقهى هناك حكاواتي لا بد أن أحدا منهم يعرف الحكاية

لبس الولد لباسه القديم وذهب إلى المقهى الذي في آخر الحي وجد الحكواتي جالسا وحوله حلقة وهو يقص عليهم أعجب الأخبار وهم يدخنون الشيشة ويشربون الشاي

ولما إنتهى سلم عليه وسأله إن كان يعرف حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

إستغرب الرجل،وأجابه لم أسمع بها هذه لا يعرفها إلا الشيوخ عليك أن تدور على المقاهي لعلك تجد شيخا مسنا يعرفها فشكره الولد وقال له في أمان الله

ثم بدأ ينتقل من الحي إلى الآخر وكلما وجد مقهى دخل إليه وسأل إن كان هناك من يعرف الحكاية لكن الإجابة كانت دائما :لم نسمع بها وبعدما تعب من المشي جلس في الحي وكل من مر أمامه سأله ثم رأى شيخ كبير السن يخرج من داره

فلما رآه الشيخ وقد تورمت قدماه ولفحته الشمس قال له قم إغتسل وسأحضر لك طعاما ولما سأله لماذا هو على هذه الحالة أخبره أنه منذ أيام يبحث عن حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

فحك الرجل لحيته وقال له لقد سمعت بهذه الحكاية الغريبة عندما كنت صغير وهذا الرجل ليس من هنا ولست متأكدا من المكان ربما مصر أو العراق ربما في أحد الدول العربية لقد مر زمن طويل على ذالك

قال الولد لا أعرف كيف أشكرك سيدنا الشيخ ،
رد عليه ،أرجو أن لا تتعب لأجل وهم لكن لا مانع أن تسافر ففيه خمسة فوائد، كما يقولون

تحامل الولد على نفسه وعاد إلى أمه وقال لها :لقد وجدت من يعرف الحكاية وإن شاء الله سأعود بخبر الذي يبيع الجوز يبيع في الجوز بضرب الكف

فرحت الأم وقالت له وأين تنوي أن تذهب فأحياء المدينة كثيرة Lehcen tetouani
فقال لها ليس هناك ولا حتى في كل هذه البلاد سأسافر إلى مصر
لما سمعت الأم ذلك ضربت على صدرها وقالت :كيف ستسافر إلى بلاد لا تعرفها وأنت لم تغادر حتى الحي التي تعيش فيها ثم من سيطعمك في البوادي والقفار

أجابها ليس هناك شيئ يأتي دون تعب سأتحمل المشاق من أجل عيون إبنة القاضي فلعنت الأم في سرها هذا الرجل وابنته وقالت ألم يكفيني ما أعانيه حتى يغرم بتلك الفتاة

ومن هي حتى يموت من أجلها جوعا وعطشا لكنها بعد ذلك إستغفرت الله فربما وجد إبنها حظه في بلاد أخرى وينسى تلك البنت من باله ثم أنها إقترضت بعض المال من جارتها واشترت بعض من الزاد والتين المجفف وقربة ماء ليحملهم معه في سفره وما تبقى من مال وضعته له في صرة صغيرة

ثم قالت له إني فقيرة وليس لي سوى أن أدعو لك وإن إستعصى عليك السفر فارجع ولا تكلف نفسك ما لا طاقة لك به فوعدها بذلك ثم ودعها ودموع المرأة تجري على خدّيها ،

فأول مرة سيبتعد عنها ولا تعلم إن كانت ستراه مرة أخرى راح الولد في سبيله وهو عاقد العزم أن يعود بسرعة لأمه فهو لا يحتمل بكاءا
فبدأ رحلته في الخلاء و القفار واتباع القافلات

بدأ الولد رحلته في الخلاء و القفار ويتبع القافلات مرة يركب في مرة على رجليه ويدخل من بلاد ويخرج إلى البلاد الآخر حتى دخل إلى مصر وبدأ يمشي في الشوارع والأحياء ويسأل الناس ولا أحد أجابه على سؤاله ولا أعطاه الدليل

لم يتراجع الولد عن البحث حتى أرسله أحد الأطفال عن شيخ رجل كبير قضى حياته في السفر والرحلات عندما وصل عنده سأله على الحكاية
أجابه بأن الذي يبيع في الجوز بضرب الكف رآه من مدة طويلة في العراق

بدأ الولد يحدث نفسه ويقول ايام وشهور وانا على رجلي من بلاد إلى البلاد ونزيد سفر اخر إلى العراق في قاع الدنيا للاكن لازم أمشي الان ولا أريد الرجوع فارغ لاني أريد أن اتزوج من بنت القاضي ولو كان الخطر موجود فأنا لا أبالي به

بدأ رحلته الثانية وهذه المرة لم يتبع القوافل بل تبع ابر والبحر حتى وصل إلى العراق بدأ يبحث ويسأل الناس حتى وصل إلى السوق رأى رجل يبيع الجوز في قفة كبيرة

إقترب الولد وبدأ يراقبه حتى جاء احد يشتري منه قال له اعطيني كيلو جوز فعبر له كيلو جود وأعطاه خده فأعطته كف جيد وهز الجو وغادر ثم أتى الثاني والثالث وهكذا ونفس الشيء

تعجب الولد مما رأى فذهب عنده فقال له اعطيني كيلو جوز يا شيخ فعبر له وقال خد
ادخل يديه إلى جيبه لكي يعطيه النقوذ فتفاجا الشيخ وقال له يا ولد ماذا تفعل
أجاب أعطيك حقك فكم تبيع كيلو من الجوز
قال الشيخ أنا لا أقبل النقوذ
وكيف أخلصك
اجاب بضرب الكف
وهذا ما حصل للولد أخد الجوز وراح يبحث عن مكان يبيت فيه الليلة

في الصباح رجع إلى السوق وكان ذالك البائع موجود في مكانه ولديه قفة جوز ويبيع بنفس الطريقة للناس ويأكل ما كتب من الكفوف

ذهب عنده الولد سلم عليه وقال له المعذرة يا شيخ هل ممكن أسألك على حكايتك وتبيع الجوز بضرب الكاف
أجاب الشيخ انا اشتغل على نفسي فما دخلك أنت
حاول معه الولد يذهب عنده كل يوم لكن دون نتيجة

في أحد الصباح ذهب عنده وقال له أنا لست من هنا أنا غريب يا شيخ وأتمنى ان تساعدني سوف أحكي لك حكاياتي
وستعرف أني ولد فقير وأمي فقيرة لحسن التطواني وأنا مسافر من شهور وأيام أبحث عنك وذالك بسبب اني ذهبت إلى القاضي لكي اتزوج إبنته فطلب مني حكايتك

والقاضي لن يزوجني ابنته حتى أحكي له حكايتك فارجوك ان تساعدني وفي احد الايام سوف أرد لك خيرك
رد عليه الشيخ وقال حسنا أنا موافق لكن حتى أنا عندي شرط لن أحكي لك حكاياتي حتى تأتي إلى حكاية الحداد لي يضرب ضربة ويأتي في قاع الحانوت

قال له الولد لماذا تزيد من متاعبي يا شيخ
قال الشيخ هذا هو شرطي وأنا أوفى بوعدي
غضب الولد الفقير ووكل أمره لله وذهب يسأل عن الحداد لي يضرب ضربة ويضل إلى قاع الحانوت

بدأ يمشي من مدينة إلى مدينة تعدى برور وشق السهول وجبال حتى وصل إلى أحد المدن المملوئة وفيها حركة، كثيرة فدخلت يتجول ويدور فيها حتى رأى حداد حاطأمامه طرف حديد يطرق فيه ضرب ضربة حتى ودخل يجري الحانوت ثم خرج وعاد إلى مكانه وضرب ضربة أخرى وعاد رجع لقاع الحانوت

ذهب عنده الولد وسلم عليه رد الحداد السلام
قال الولد ان أتيت عندك في قضية
رد عليه الحداد انتظر دقيقة و قفز حتى جاء في قاع الحانوتي ثم خرج وسأله ماهي هذه القضية

قال له الولد أنا قصدتك من بلاد بعيدة وأحبك يا أخي ان تحكي لي حكايتك ولا تردني خاوي الوفاض لان ساقي حفات وشقت من السفر
قال الحد أنا أسمعك تحدث

بدأ الولد يحكى له حكايته من المغامرات والسفر والصعوبات ومن شهور هو يقطع في الصحاري ومن بلاد إلى بلاد لي لقاها في الطريق لكي يسمع حكايته
قال الحداد ماذا تفعل بحكاياتي فاستر ما ستر الله

قال الولد ذهبت إلى القاضي لكي اتزوج ابنته فطلب مني حكاية لي يبسع الجو بضرب الكف والأن رجعت اثنين
تنهد الحداد وقال له قصتي ولا عمرك سمعت بها
اذا أردت أن احكيها لك حتى تأتيني بحكاية لي يهرس في الياقوت

تعجب الولد وقال له مستغرباً من هو هذا وأين ألقاه
اجاب الحداد اذا كانت قصتي غريبة فقصته أغرب مني وأنا لا أعرف أين يوجد المهم موجود في الأرض كما وجدتني سوف تجده أيضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق