نشاطات

*رؤية انسانية لمملكة البحرين وتنمية مستدامه لسلام عالمي آمن*

*رؤية انسانية لمملكة البحرين وتنمية مستدامه لسلام عالمي آمن*

بقلم/ د. سهير بنت سند المهندي
إن برامج عمل الحكومات اليوم جميعها تصب في تحقيق التنمية المستدامة والتي بدورها هي هدف لتحقيق السلام العالمي، كما هي الروابط العلمية والعملية التي تعمل بناءاً على المثُل الأخلاقية ومبادىء حقوق الإنسان والحريات العامة والمنطلقة من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تضمنت البرامج والأنشطة والفعاليات المطروحة لتعزيز الإرتقاء بمستوى الخدمات التنموية للأفراد في المجتمع ومعالجة مختلف القضايا على الصعيد الدولي والوطني.
والتي جاءت بناءً عليها التحركات السياسية والدبلوماسية بين الدول العربية والأجنبية وغيرها من الدول العظمى لحل الكثير من الأزمات التي تمر على العالم الدولي والعربي من خلال الإتفاقيات المبرمة حيث التكامل الأمني والإزدهار والهم المشترك والتي تصب في وضع الحلول والمقترحات والبرامج التي تهدف إلى المحافظة على الأمن والإستقرار والتنمية في البلدان والأوطان في ظل التقلبات السياسية والصناعية والتكنولوجية والبيئية المسيطرة على تغيرات الأوضاع الدولية اليوم والمؤثرة على ميزانيات الدول وتحركاتها التنموية.
فبكل الإمكانيات والقدرات تنهض الدول لتوطيد العلاقات الدولية لبسط سبل الراحة من أجل رخاء آمن لمواطنيها، حيث التحديات والآليات المختلفة التي تواجه الصراعات والنزاعات والقضايا المتنوعة، والتغييرات البيئية، والتأثيرات التكنولوجية والتقنية الحديثة المؤثرة على المستوى المعيشي للفرد في المجتمعات، فنرى مملكة البحرين انموذجاً لا يكل ولا يمل تسعى جاهدة في طرق كل الأبواب التي تؤدي إلى نشر السلام الآمن والرخاء المستديم على المستوى الدولي والوطني بمبادىء راسخة أساسها التعاون والتراضي والتحاور الراقي المبني على الإنسانية ومبادئها السامية للوصول إلى حلول آمنه ومنها: مبدأ التعايش السلمي بين فئات وأطياف وديانات ومذاهب الأفراد في المجتمع، والعدل في توفير كافة الإحتياجات والمطالب الإنسانية لهم على أرضها، بجانب نشر ثقافة العمل التطوعي، وبذل العطاء في المجال الخيري والتميز فيه حيث اهتمت بجائزة عيسى بن علي للعمل التطوعي وتعزيز مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي في مختلف المجالات لتكون هي الرسالة السامية التي تعزز من قيم الإنسانية والتعاضد والتشجيع على المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والإستقرار على مستوى العالم ، والإهتمام الدولي من جانب أخر بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية التي تعمل على تحقيق رؤية تتمثل في تعزيز اسهامات الأشخاص الذين يسخرون علمهم وعملهم الدؤوب المتفاني والمبتكر للمساعدة في استعادة الثقة بالروح الإنسانية الخيره، وفي تحقيق عالم إنساني أفضل لأجيال المستقبل في ظل عالم متسامح ومتكاتف دون تميز عقائدي أو طائفي.
كما هناك الإتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والإزدهار الإقليمي في الشرق الأوسط التي عقدت مؤخراً بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية للردع والرد على التهديدات الخارجية حيث الإلتزام المشترك بالإٍستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط والتي جاءت سلسة ومرنة وبها من الأريحية في التعامل بعيداً عن أي نزاعات أو اختلافات مستقبلية وهذا ما ترجمته ملامح ومواد الإتفاقية التي شملت 9 مواد.
كما هناك التضامن والتكاتف الدولي في المشاريع التطويرية والتنموية الصاعدة في مختلف المجالات لنهضة مستقبلية آمنه ومنها: الإجتماعات الدورية لمراجعة الأعمال والإطلاع على أبرز الوسائل والمنجزات مع المنظمات الدولية ومنها المنظمة الدولية للشرطة الجنائية التي تقدم الدعم والمساندة لأجهزة الشرطة بكافة دول العالم لمكافحة الجرائم التي تتخذ طابعاً دولياً في إطار الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وفق أعلى المستويات من الدقة والإحترافية وسرعة الإستجابة في مجال تبادل المعلومات وتحليلها وملاحظة المطلوبين ومكافحة الجريمة الدولية بشتى صورها تماشياً مع خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتحقيق أهدافها بحلول عام 2030، اضافة الى الإنجاز النوعي والحضاري الإنساني لمملكة البحرين على المستوى الدولي والوطني المتمثل في برنامج السجون المفتوحة ومنظومة العقوبات البديلة والذي يعكس واجهة البحرين وسياستها الإنسانية العظيمة بقيادتها الحكيمة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظة الله ورعاه.
كما هناك المساعدات الإنسانية الدولية التي تخلق وتعزز وتوسع من سماء السلام العالمي، حيث الإلتزام بالمبادىء والتوجيهات التي جاءت في القانون الدولي الإنساني ومبادىء حقوق الإنسان والتي عملت عليها مملكة البحرين بكل جدية واتقان من خلال مؤسساتها الخيرية والانسانية في ارسال كافة موارد الإغاثة لبقاء ضحايا الكوارث الطبيعية في تركيا والمغرب وليبيا وغيرها على قيد الحياة، بجانب ما تقدمه على أرضها من مساعدات وخيرات للمواطنين والمقييمن لضمان العيش الكريم لهم والذي ينعكس على نشر ثقافة السلام في ظل التعايش السلمي .
كما الحرص على المشاركات في المؤتمرات والإجتماعات التي تصب في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق وتوحيد المواقف الدولية ومنها: اجتماع وزراء ومسؤولين شؤون البيئة بدول مجلس التعاون الذي يساهم في تعزيز مسيرة العمل البيئي المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة بما يتوافق مع الوضع الراهن ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر ودور دول مجلس التعاون في مؤتمر الأطراف لإتفاقية تغير المناخ القادم cop28والبوابة البييئية الخليجية ومستجدات التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وغيره من الإتفاقية التي تصب في مجال الإختصاص، كما هناك اجتماعات وزارة الإسكان التي عقدت على هامش أعمال قمة بودابست الديموغرافية الخامسة والتي أكدت على مستوى تبادل الخبرات لتوفير الخدمات الإسكانية للمواطنين وطرح البرامج الفورية التي تساهم وتعزز من توفير خدمات ومشاريع اسكانية مستدامة للإسر البحرينية بالشراكة مع القطاع الخاص، لتوفير الإستقرار المعيشي للمواطنين ونشر السلام الآمن لهم، وغيره مما جاء من تأطير للتعاون المشترك بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في المجال الشبابي مؤكدين على زيادة حجم التعاون في هذا المجال، ومثلها التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون فيما يتعلق بخطط وبرامج تأهيل وتوظيف القوى العاملة الوطنية وتسهيل انتقال الأيدي العاملة الخليجية بين أسواق العمل الخليجية وفقاً لمبادئها ومسارتها المشتركة، ودور وزارة الخارجية التي تؤكد على مستويات الإنجاز التي قامت بها مملكة البحرين تفعيلا لأهداف مكتب الأمم المتحدة في اليوم العالمي للسلام وما جاء من إجراءات من أجل السلام و مستقبل أفضل لعالم ينهض بالتعايش والتضامن والعدالة لجميع أعضاء الأسرة البشرية، وفي مقدمتها مساندة حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وفق مبادرة السلام العربية ،وقرارات الشرعية الدولية وما تقدمه مملكة البحرين من حلول سلمية مستدامة للأزمات في اليمن وسوريا والسودان وغيرها حيث السعي المستمر من أجل الأفضل بسلام عادل وآمن لحياة مطمئة راسخة مستقره.
كما هناك الجهود الوطنية لمؤسسسات المجتمع المدني التي تعزز من مبادى السلام العالمي في ظل مبادىء حقوق الأنسان ونشر الوعي بالقيم والمبادى الحقوقية على الصعيدين المحلي والدولي باعتبارها شريكاً وطنياً فاعلاً حيث المشروع الحقوقي ( طريق حقوق الإنسان)، وغيرها الكثير من المبادرات التي تصب ضمن الخطط التشغيلية لأعمال الحكومة المحلية والدولية.
إن السلام هو ثمرة العمل على تسريع وتيرة التقدم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكفالة عدم ترك أي أحد خلف الركب والعمل على إنهاء الحرب المعلنة على كوكبنا وعلى ما يجود به من خيرات طبيعية لأن السلام ليس مجرد رؤية نبيلة للإنسانية بل السلام نداء إلى العمل ( نص رسالة اليوم الدولي للسلام 2023).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق