مقالات

دراجة ساعي البريد الضائعه.

ازدهار عبد الحليم

ساعي البريد أصبح من الماضي الجميل.
كان ياما كان في قريتنا ساعي البريد .
ساعي البريد أبو الخير والهمم .
وصفاته نزيه وراعي الحمم .
يوزع الرسائل والطرود على دراجته .
يأتي لحارتنا أسبوعياً .
وهو نزيه ونبيه في نفس الوقت .
يعرف كل حي وبيت .
وهو بمثابة حمّال الأسيه والاشواق .
ينقل الاخبار ويحترم امالهم وأسرارهم .
وأمنياتهم .
ويوصل الهدايا الى منتظريها
ويشارك أهل البلد بالافراح والاتراح
ويوصل الرسائل للعائلات والعشاق .
والكل ينتظره بكامل الشوق والشغف والحب .لعلّه يحمل رساله من صديق أو عزيز .
لقد كان لهذا الرجل دور اجتماعي محوري .
وأحبه الكبير والصغير لأنه منبع للأسرار .
ومخصص جزأً من وقته ليقرأ الرسائل للنساء العجائز اللواتي ينتظرن بفارغ الصبر الرسائل القادمه من ألاهل والأقارب
من الخارج .
ومع تطور التكنولوجيه تلاشت دراجة ساعي البريد أبو الخير .
لقد احتلت التكنولوجيه الحديثه مهنة الساعي بعد أن أصبحت الرسائل الألكترونيه تصل الى هدفها سريعاً .
ولم تعد الناس بحاجه الى ساعي البريد .
بل البريد الالكتروني اختصر الوقت والجهد والمسافات والاستغناء عن التعامل بالمراسلات الورقيه .
أصبح من التراث وغاب معه كثير من المظاهر المرتبطه بينه وبين الزمن الجميل بطقوسه الجميله .
وتغيرت كل ملامح الرسائل وذاكرة البريد .
لكن ظلّت المهنه قائمه الكترونياً بلا مشاعر .
وانسحب ساعي البريد
من حياتنا وضاعت دراّجته في زحمة وسائل التواصل الحديثه. مثل الايميل والاس ام اس .
أصبحت الرسائل قصيره ومختصره بأشكال كاريكاتاريه وفقدت المشاعر.
وكلٌ منا يحمل
ابو الخير
هّيا بنا نستعمل وسائل التواصل
بشيء مفيد يصب في مصلحة أطفالنا
وفلذات أكبادنا
نرشدهم للتعامل الصحيح بطريقه الرسائل ليعبر عن محبته لأهله
عن طريق الرساله الالكترونيه في طريقه الكتابه لا عن طريقة الرسوم الاكترونيه مثل الوجوه وما أدراك
قلم ازدهار عبد الحليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق