المبدع المتميز الصاعد

ماذا لو استطعنا بالفعل ؟ بقلم شهد دكناش

استمرت الكلمات بالقفز بين سطر وآخر، تُلحُّ بسطوتها على عقلي بأن ينطق بعد مُدةٍ طويلة من الإنقطاع الورقي،
لربما لسوء تواصلي مع ذاتي مؤخرًا، بسبب اسئلةٍ تثير جنوني كلّما رسيت على شاطئ،
وكانّما أحاول جاهدةً التناغُم مع بحرٍ هائج، يستحيل ان أكبح جماحه، شيءٌ واحدٌ ممكن، أن أصبح جزءًا منه.
لم ننشأ في طفولتنا على هذه الأجواء المشحونة،تلك التي لا يُظهر جمالها الّا جانبها الجامح،
نهابُ أن تطأ أفكارنا القديمة عتبة ثورتها ، لأنّ مناطقنا الآمنة رسمت لنا حدًا سماويًا مُسبَق،
لم نجرؤ أن نُخرجَ الحُب من أُطره التقليدية مثلاً، تلك التي تقتصر على زواجٍ مجتمعيّ لزملاء الدراسة او ، أبناء العائلة المقرّبة، أو “صدفة”مفتعلة لعرض موعدٍ مُدبر،
اتساءل، ماذا لو سلّمنا الأمر برمّته للصدفة،
للتوقيت الذي لا نعلم ابعاده ولا نرسم قسماته على الروزنامة السنوية.
ماذا لو بالفعل تجرّدنا من الفكرة كليًا، ماذا لو رفضناها، وتهوّرنا قليلاً ، وسمحنا للمسرح باختيار سادته.
ماذا لو رفضنا أن نؤمن بالفكرة التي ترعرعنا على تقديسها منذ عقود، ماذا لو بعثرنا الأرقام الكونية قليلاً، ثمّ أعدنا النظر في العلاقة الرياضية للنسبة المقدسة؟ في لوحة الموناليزا او متتالية فيبوناتشي الساحرة..
سنحصل جميعًا على نتيجة واحدة :فاي! (1.618)لكن بطرق مثيرة للدهشة.
أعتقد بأن عقولنا تحتاج الى صعقاتٍ مُتتالية من التغييرات الفكريّة حتى نتدرّب على كبح الفكرة، حتى نتدرب على ابتداع المبادئ والقوانين المجتمعيّة بشكلٍ مُنفرد، ان ننسلخ عن المصدر التقليدي ونجرّب لعبة المتاهة بلا خريطة،
نتقدّم بفعل ونترقب التقبّل الجماعي والفردي ، ستتيحُ لنا هذه التجارب ليس فقط ان نستقل عن الفطرة الإنسانية في الحاجة المُلحّة الى الإنتماء، بل والقدرة الفردية على التأثير الجماعي، من هنا تبدأ رحلة القيادة نحو الرُقي الفكري
جميعنا سنصل الى نهاية المسلك، بتوقيتٍ مُختلف لكن بتأصُّلٍ عميقٍ يبزغ من عقولنا التي التقطت المسار كلّه بالتواءاته وطوله وتفاصيله المختلفة كليًا عن المسارات الأخرى
وكأنما القناعة الفكرية تتطلب جهدًا في الفهم والتخطيط، تتطلب جُرأة الإنحراف عن المسار ، جُرأة الثقة بدهاليز العقل الأعظم في رحلة تشييد الذات الإنسانية..
ماذا لو استطعنا بالفعل ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق