كانت عقارب الساعه تقترب من الثامنه صباحا ونحن في انتظار الحافله القادمه من كفر كنا الى دوار الساعه في القريه لنلتقي اخوه واخوات لنا
وننطلق في رحله الى اقصى الشمال نحو قريه الغجر وكروم التفاح
انظروا هاهي الحافله تظهر من بعيد تقترب وتلتف حول الدوار ثم تتوقف بمحاذاه المحطه ويصعد الجميع يسلمون على بعضهم من قلوبهم والابتسامات تعلوا قسمات وجوههم
وتتحرك الحافله وتترك القريه ورائها وكأنها تقول لها الى اللقاء بعد انتهاء الرحله
ويبدأ المرشد المسؤول قرائه الأسماء والأطمئنان على وجودهم ذكرتني بأخذ الحضور والغياب في ايام المدرسه
ثم يسترسل في الشرح عن مسار الرحله والكل يمازحه بمحبه وتنطلق النكات الخفيفه المحببه وتعم الحافله اجواء من الغبطه والسرور
وانطلقت الحافله تنهب الارض نهبا نحو الشمال
وكانت الاستراحه الاولى في منطقه حرجيه على مقاعد خشبيه والكل مستمتع بأكل المناقيش وتبادل اطراف الحديث
وركبنا الحافله مره اخرى وسرنا على بركه الله نحو الهدف المنشود قريه الغجر وكروم التفاح
وعاد المرشد واستاذ اخر تبادل الشرح واثرائنا بمعلومات عن المناطق اللتي نمر عليها في مسار الرحله
ثم صعدت الحافله الى هضبه الجولان بمرتفعاتها وتعرجات طرقها حتى القمه
ثم انحدرنا الى طريق طويل لا تعرجات فيه وعلى جانبيه اشجار عاليه قيل لنا انها لحمايه السيارات الماره عليه من الرصاص اثناء الحروب
وكلما توجهنا شمالا بدأت تظهر لنا كروم الكرز والتفاح
هاهي قريه الغجر تلوح في الأفق تحتضنها الجبال هادئه وادعه
مررنا على الحاجز والجندي مسترخ شبه نائم وكأنه تلقى تعليمات من الاعلى ان لا يدقق
ودخلنا القريه بعضنا لأول مره فأذا هي جميله نظيفه مرتبه
وكان في انتظارنا استاذ مرشد استقبلنا بحفاوه وادب لا تكاد الابتسامه تفارق محياه
ثم اخذنا في جوله سيرا على الاقدام وشرح لنا بأسهاب عن معالم القريه وتاريخها وانا انظر الى تقاسيم وتعبيرات وجهه بتأمل
فلاحظت انه يصر اصرارا شديدا على ان القريه سوريه حتى النخاع
حتى اني لاحظت انه كلما تحدث عن سوريا الام احمر وجهه واخفي دمعات من الشوق والحنين
ثم صعدنا الحافله وتجولنا معه داخل القريه وهو يشرح بشغف عن الجبال والسهول ومنابع المياه والينابيع على الحدود المحاذيه للقريه
ولفت نظرنا ان شبابا من القريه يقفون عل الطرق يستقبلون الحافلات والسيارات بكلمات الترحيب ويوجهونها ويذللون لها الصعاب مما يعطي انطباعا ان اهل القريه اهل ترحاب ونخوه
ثم ودعنا الاستاذ المرشد
بحفاوه على أمل اللقاء في رحلات قادمه واثنى على حسن اصغائنا الا من بعض ثرثرات النسوه فتلك طبيعتهن
وانطلقنا نحو كروم التفاح وصاحب الكرم يسير امامنا بسيارته في الطرق الترابيه حتى وصلنا ونزلنا من الحافله
نتجول بين اشجار التفاح الاصفر والاحمر يتلألأ مع اشعه الشمس الحاره
وقد مالت الاشجار اغصانها من كثره ما حملت من الثمر ما شاء الله
وبدأ الجميع يقطفون التفاح ويعبئون الاكياس والكراتين ويوزونها عند صاحب الكرم وينقدونه ثمنها وهو يبتسم سعيدا بأجواء البيع والشراء
وودعنا صاحب الكرم على امل اللقاء في الموسم المقبل
ثم انطلقنا في طريق العوده في الطرق الوعره بين الجبال والمنحدرات
وظهرت لنا بحيره طبريا من بعيد ترقد بين الجبال
واصوات النسوه من الخلف يتحدثن وفتيات بينهن ينشدن بصوت جميل والرجال من الامام يتبادلون النكات وضحكاتهم تملأ الأجواء
وبدأت الشمس تميل نحو الغروب فتهب نسمات خفيفه لكنها لا زالت حاره من حر هذا اليوم
ووصلنا القريه في هذه الأجواء
وقلنا لبعضنا لا نقول وداعا انما الى نقول اللقاء
من خواطري