نشاطات

نحن نلعب الشيش بيش وهم يلعبون الشطرنج

بقلم : حسن عبادي

التقيته صباح اليوم في سجن هداريم، أطّل عليّ من خلف الزجاج وحين مسك السمّاعة قال: “جيت أشوف مين هالحيفاوي يلّي وراء قصيدة ناصر!”؛ هو الأسير المقدسيّ شادي محمد رجائي أحمد الشرفا.

حدّثني عن معاناة الأسرى الصحيّة، فهو بحاجة ماسّة لزراعة قرنيّة، وهناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة بدون علاج وبعضهم يموتون في الأسر نتاج الإهمال الطبّي.

تحدّثنا طويلًا عن أهميّة الاعتراف الدولي بأسرانا كأسرى حرب، فحلمه أن ينقلب السيف من عنقه لرقبة سجّانه فيُلاحَق دوليًّا ولا يستطيع حينها السفر عبر مطارات العالم، فأسرانا أسرى حريّة سياسيّين ولذا يتوجّب ملاحقة السجّان في المحافل الدوليّة والمحكمة الجنائيّة الدوليّة.

تحدّثنا حول ضرورة توثيق حكايا أسرانا الإنسانيّة بعيدًا عن الأسطرة، فنحن نعيش ونغرق في الماضي وحضوره عميق وطاغٍ يعيق التفكير بعقلانيّة، يشلّ التخطيط والبرمجة لمستقبل أفضل، فنحن نستنكر بفزعاتنا اللحظيّة الآنيّة كلاعب الشيش بيش الذي يعيش اللحظة والعدو يخطّط بعيدًا كلاعب شطرنج محترف، وذكّرني بصانع البراميل الفرنسيّ الذي يستعمل أخشاب أشجار عمرها 150 سنة وعليه زراعة شجرتين بدل كلّ شجرة يقوم بقصّها (سأكتب عنها لاحقًا).

تحدّثنا مطوّلًا عن الدولة-المدينة ووضع كانتوناتنا “ومدننا” التي خلناها دولة عظمى وما زلنا نعيش الوهم.
تخيّلنا معًا لحظة تحرّره القريب وأمّه التي تعدّ الأيّام والقدس التي تنتظره، وشمس الحريّة التي تتوق لعناقه.
لك عزيزي شادي أحلى التحيّات، والحريّة القريبة لك ولجميع أسرى الحريّة.

حيفا 09 يناير 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق