اقلام حرة

أمواج وسواحل / محمد طه العمامي/ تونس

ان القانون لم يوضع عبثا لما قتل قابيل هابيل لم يدله الا الغراب كيف يواري سوءة أخيه المتعفنة ولم يعلم النبي سليمان بأمر ملكة سبأ الا الهدهد وكان بطن الحوت أحسن مأوى للنبي يونس
وأبدل بقانون كائنات من غير جنسنا وهي في عالمها ذلك لا تخطئ فهذه الوحوش لا تصيد الا اذا جاعت ولا تفتك الا اذا شعرت بالخطر والظالم يخطئ ولا عذر له ولا غاية ترجى من ذلك مادام الرزق يأتي من شق الارض بالفؤوس وليس من شج الرؤوس
أما ما ذكرت من غراب وقابيل وهابيل وهدهد النبي سليمان وحوت يونس ابن متى فهذه خوارق القدر لا تتكرر في غير موضعها
فمن أبصر غرابا يدفن غرابا
ومن هذا الذي يكلم الطير ويفهم منطقها ومن أبصر حوتا يلفظ بشرا سويا ولا يسعني الا ان أقول من لا يستح يفعل ما يشاء وتبن المنطق الاعوج ويعلم أن حمقه يشعل فتيل الخراب
لم يخلق الشر عبثا وهو الطاقة المعادلة للخير وبعدمه يفقد الخير ميزته فالشر صانع التاريخ
صدقا الحياة تساوي قابيل وهابيل
وبدون هابيل فهي الجحيم وبدون قابيل فهي الفردوس المفقود
فالنقاء هو المنار الاوحد للعدالة
والرذيلة مفجرة المألوف وباعثة الرهبة في النفوس الثائرة والارواح المتمردة
الخير حق والشر حق ولا مهرب منهما
والذئاب دائما وابدا مترصدة للحمل الوديع
والفضيلة خير الاختيار والموت في رحابها خير أمال
أن لبوس مسوح الجبابرة لن يقصر من الشراسة لطالما هناك كرسي وتاج وصولجان واظهار القوة
واستنجاد بالوحش والشيطان عندما تستنفذ وسائل اليقين

فسس جوادك الجامح بالشد عليه بقوة اللجام حتى الالم وامسح براحتيك على رقبته بنعومة حتى يستكين
فالمائعة المتخاذلة هي وليدة شخصية ضعيفة متمسكنة قد تسقط مضرجة بأعوارها في مسقبل قريب
فالهداية والمحبة للخير اسمى
فالبحر يسترد أرضه السليبة عندما تشتكي اليابسة الى القدر
من هجماته بالمد والجزر وهو من اعطاها عهدا بالحوز
فالتضييق بالحصار تكون نتيجته :
الانفجار والطوفان وارد في عدم العدل بين اليابسة والماء
محمد طه العمامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق