وقع ما كان يخشاه الجميع، بعدما سجل قطاع غزة المنهك صحيا واقتصاديا وسياسيا، ٤ إصابات جديدة بفيروس كورونا لغير المحجورين داخل مراكز العزل الخاصة.
تلك الحالات كانت كفيلة بقلب غزة رأسا على عقب، وخلق نوع من الخوف الشديد والرعب والرهبة في نفوس المواطنين.
وأعلن مركز الإعلامي الحكومي، في مؤتمر صحفي، منتصف الليلة الماضية، تسجيل أول حالات إصابة بوباء “كوفيد-19” غير المحجورين لأربعة أفراد من عائلة واحدة وسط قطاع غزة.
ذلك الخوف دفع جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لتعليق دوامها لعدة أيام، حرصا على سلامة الجميع ولوقف تفشي الجائحة بصورة أكبر ومحاولة لجمها.
وانتشرت في الطرقات العامة والرئيسية وبين الأزقة قوات من الشرطة التي كانت تنادي بضرورة التزام المواطنين بتعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية والصحة لكبح جماع هذا المرض الفتاك.
ورصدت “” تهافت الآلاف من أهالي القطاع، لشراء المواد التموينية والحاجيات المنزلية الأساسية في كافة مناطق الحيوية، بعد إعلان وزارة الصحة عن 4 إصابات بفيروس “كورونا” من غير المحجورين.
وانطلقت في جولة ميدانية فور إعلان الوزارة عن الخبر الذي أقلق كافة مواطني القطاع، خصوصاً بعد نشر العديد من الأخبار عن تقسيم القطاع بشكل كامل إلى مناطق منفصلة ومنع التجول لمدة 48 ساعة، قبل أي توضيح من مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة.
تعليق الدراسة
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، تعليق الدوام الإداري والأكاديمي في جميع مدارس القطاع كإجراء احترازي لمنع تفشي الجائحة بين الطلبة والمجتمع.
بدورها، قالت مدارس وكالة الغوث في غزة إنه “في ضوء التطورات الصحية الحالية، وبناء على إعلان الجهات المختصة تفعيل الخطة ج، فعلى جميع الموظفين البقاء في منازلهم، كما تغلق جميع المدارس ومراكز التدريب ليومي الثلاثاء والاربعاء 25،26 أغسطس، وسنوافيكم بتعليمات جديدة مساء يوم الأربعاء”.
وقررت الجامعات كالإسلامية والأزهر والإسراء والأقصى تعليق الدوام الأكاديمي والإداري لمدة يومين للحفاظ على سلامة الجميع والتزاما بقرارات الجهات الحكومية.
إغلاق للمساجد
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قالت في بيان لها إنه: “بناء على مستجدات المرحلة الحالية تقرر إغلاقُ جميع مساجد قطاع غزة مؤقتاً، لمدة 48 ساعة ووقفُ صلوات الجماعة ابتداءً من فجر يوم الثلاثاء.
وأوضحت أنه سيتم رفع الأذان في أوقاته المعلومةِ، ويلتزم المؤذنون بالمناداة “صلوا في بيوتكم” عقب الانتهاء من ألفاظ الأذان كاملة.
ودعت المواطنين إلى أداء صلاة الجماعة في البيوت، والالتزام بالتعليمات والإجراءات الصادرة عن الجهات المختصة حفاظًا على سلامتهم.
وكانت وزراتي الصحة والداخلية قد أجرت قبل نحو شهرين مناورة تحاكي اكتشاف إصابة بـ “كورونا” في أحد الأحياء السكنية المكتظة.
إغلاق للأسواق
وتوقفت الحركة التجارية في الأسواق وصابها الشلل منذ بداية الجائحة العالمية بشكل واضح بفعل ما سببه الوباء التاجي من حالة طوارئ مشددة.
وقالت وزارة الاقتصاد إن المخزون السلعي والتمويني للمواد الغذائية والبضائع متوفر في الأسوق والمحلات التجارية ولعدة أشهر.
ودعت المواطنين لعدم التهافت على المحلات، مطالبة أصحاب المحلات والتجار الى عدم احتكار السلع او استغلال المواطنين.
وشددت على أن طواقم التفتيش تعمل على متابعة كافة المحلات والمولات من اجل توفير السلع للمواطنين.
هذا وتقرر أيضا إغلاق كافة النوادي الرياضية و”الكافي شوب” وصالات الأفراح وكافة مظاهر التجمعات في الطرقات والشوارع.
تدهور متسارع
الباحث الاقتصادي صلاح حمدان أكد أن لأوضاع في قطاع غزة ستتدهور بشكلٍ متسارع وغير مسبوق، وذلك بسبب تسجيل أول إصابات بفيروس “كورونا” من داخله، والأزمة تزيد من واقع غزة المنهك اقتصادياً بالأساس بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقال حمدان إن الصدمة سلبية للاقتصاد في قطاع غزّة وذلك نتيجة اكتشاف أول حالات الوباء، وسيكون لها آثار وخيمة على الرفاهية العامة، والعمالة، والتماسك الاجتماعي، والاستقرار المالي والمؤسسي في أنحاء القطاع المنهك صحياً واقتصادياً.
واتجهت السلطات لاتخاذ جملة من الإجراءات المشددة والسريعة لمنع انتشار الوباء القاتل في القطاع المحاصر منذ أكثر من ١٣ عاما، كحظر التجول لمدة ٤٨ ساعة وفصل جميع المحافظات عن بعضها وإغلاق المساجد والنوادي وصالات الأفراح والأسواق.
وتبقي قلوب المواطنين بغزة معلقة بالخوف والقلق من أن تتوسع دائرة الوباء ويغزو أجسادهم في الوقت الذي يضرب فيه الفقر والبطالة أوساط غالبية سكانها، وما سينتج عنه من تداعيات خطيرة.
