مقالات

وتبقى الأعياد مواسم للفرح

بقلم الكاتبة/ د. وسيلة محمود الحلبي*

في العيد تتشابه الكلمات والأمنيات ،لذا أتمنى لو أنني أملك لغة جديدة، كي أسطر حروفها على ذاكرة كل من يقرأ كلماتي ، لذلك أكتب لكم بمداد قلبي ، وليس بمداد قلمي.

احتفل المسلمون في كل بقاع الأرض بعيد الفِطر المبارك الذي يكون في اليوم الأول من شهر شوال حيث يفطر فيه المسلمون وهم محتفلون بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان.
ومن المعروف أن المسلمين احتفلوا بأول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان في تلك السنة. ويتميز عيد الفطر بإغناء الفقراء عن السؤال ، بدفع زكاة الفطر الواجبة على كل فرد مسلم لديه قوت يوم وليلة ، وتؤدى قبل صلاة العيد.
ولأن العيد زرع ابتسامة في قلب يتيم، حبة حلوى من القلب، هو الكلمة الحلوة والبسمة المشرقة، وهو الجمال الروحي والنفسي والحسي، وهو طقوس تعبِّر عن الفرح والسرور ،وهو القلب المفتوح والعقل النير، والمودة بكل صورها وألوانها.
لذا يتبادل الجميع التهاني بالعيد ويزورون أهلهم وأقاربهم ، وأصدقاءهم ويستقبلون أصحابهم وجيرانهم ، ومنهم من يزور المرضى بالمستشفيات ، ومن يتواصل مع الأيتام ، والمسنين ليرسموا البهجة والفرح في نفوسهم . ففرحتنا بالعيد منذ أن كنا صغارًا هي ذاتها ونحن كبارًا ، مع اختلاف الطقوس من بلد إلى بلد ومن منطقة إلى أخرى .
وقد جرت العادة في العيد أن يأكل المسلمون أنواع كثيرة من الحلويات ، ويتبادلونها مثل كعك العيد المحشو بالتمر والفستق الحلبي والجوز، وغيرها حسب كل بلد وعاداته وتقاليده في العيد ينتظر الأطفال العيدية بكل شغف وحب ، ويعايد الكبار الصغار ، بإعطائهم العيدية ليفرحوا بها ، وتبدأ الزيارات العائلية بعد صلاة العيد مباشرة وتستمر طوال أيام العيد وما أبهجها من أيام ، فلنقم شعائر العيد في بيوتنا ، حفاظا علينا وعلى أهلنا وأحبابنا.
للعيد فرحة وبهجة بالنفس لا يتخطاها عداد الزمن ، العيد نراه في ابتسامة طفل، ورضى أم، وبر أب ، ونظرة حنان من ابن أو ابنة، وسلام من أخ ، وزيارة الأقارب، وتوادد الجيران ،ولقاء الأصحاب ، ومشاركة الأيتام ، وإمتاع المسنين ، العيد بهجة وفرح وسرور، وإسعاد نفسك ومن حولك .
وفي زمننا الحاضر والمؤلم :
أصبحنا نحس بوجع الفراق، ومواجع الغياب والابتعاد، وفواجع صمت الأبواب المغلقة في وجه كل زائر للتهنئة بالعيد..
واستغراق الناس في سباتٍ ، أو استسلامهم ليقظة إجبارية أمام التكنولوجيا الحديثة
التي أصبحت تضيق منها النفس، لما تسببه من حب للوحدة ، وابتعاد عن الآخرين.
تعالوا …….
نعيد الزمن للتعبير عن عاطفتنا ومشاعرنا
ونعطيها مساحات أكبر وأوسع وأشمل
تعالوا… نوقظ إحساسنا بها وضمائرنا النائمة والغافية على عتبات النسيان
تعالوا… نوقظ فينا لقاءات الوئام ، والالتزام بأخلاقياتنا المثلى
تعالوا… نحافظ على وشائجنا العريقة
تعالوا… نوقظ فينا قدسية العيد، ومكانته الدينية والاجتماعية
ويعود الفرح والألفة ، إلى النفوس والقلوب
وكل عام وأنتم بخير.

*سفيرة الإعلام العربي
*سفيرة السلام والسعادة وجودة الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق