مقالات

جارك القريب ولا أخوك البعيد

الدكتور صالح نجيدات

اتعرفون لماذا وصى الله ورسوله على الجار ؟, ولماذا قالت العرب ” جارك القريب ولا أخوك البعيد ”
كلام الله عز وجل في الكتب السماوية , والأحاديث النبوية الشريفة , جاءت لتؤكد اهمية وقدسية العلاقات بين الجيران , لان الجيران كأنهم يسكنون مع بعضهم البعض ، فكيف ما تحرك الجار يجد جاره امامه , ولذلك , على المتجاورين التعامل مع بعضهم البعض كما وصى الله ورسوله بكل تقدير واحترام ومحبة , ونبذ العنف وكل عمل له صلة بسوء الجوار , والعرب كانت تحرص كل الحرص على حقوق الجار وعلى حسن الجوار وعلى الاهتمام بإكرام الجار وعدم الاساءة اليه او الحاق الاذى به , وقالوا جارك القريب ولا أخوك البعيد , أي فضلوا الجار القريب على الأخ البعيد . وكذلك : ” الجار ولو جار ورا جدك بالحجار “.وكذلك قيل : ” الجار قبل الدار.
ولكن هذه الايام لو أجرينا مسحا و استفسرنا عن علاقات الجيران ببعضهم البعض في مجتمعنا , لوجدنا أن العلاقات بين كثير من الجيران متوترة وبينهم قطيعة علاقات نتيجة الخلافات والتعصب العائلي أو الطائفي , اما بسبب شجار بين اولادهم وجر اليه الكبار أو على حدود ارض بينهم أو على تصويت المجلس المحلي وغيرها من مشاكل , غير مكترثين بقول الله ورسوله , فهم للأسف في واد ودين الله في واد آخر .
وهناك أحاديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كقوله : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ” وكذلك قوله : “والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله: قال الذي لا يأمن جاره بوائقه ” أي شره , وأيضا قوله : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره “. وقال : حق الجار على الجار :اذا استعانك أعنته , وإذا استقرضك أقرضته , وإذا افتقر عدت عليه , وإذا مرض ُعدْتَهُ ,وإذا أصابه خير هنأته ,وإذا أصابته مصيبة عزيته , وإذا مات اتبعت جنازته , ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح الا بإذنه , ولا تؤذيه .
وأيضا قال : ” خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره ” .
فأين أنت يا اخي العزيز من هذه الاحاديث النبوية الشريفة , وهل تطبقها وتحترم وتحافظ على جارك ؟ أبناء البلد الواحد كلهم جيران الواحد للآخر وعليهم احترام الجيرة , وننبذ العداوة واذا حصلت خلافات بينهم تحل بالحوار والحكمة والتروي وليس بالعنف , فلا تصنعوا من جيرانكم أعداء بل عاملوهم بالحسنى وبالتي هي أحسن .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق