مكتبة الأدب العربي و العالمي
العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه كان عنده شجاعة عجيبة، لكن محسوبة.
سيدنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه كان عنده شجاعة عجيبة، لكن محسوبة.
شجاعة تغلفها المهارة والقوة البدنية والخفة في الحركة.
تعالوا معانا نعيش هذه البطولة النادرة :
في حصار الطائف بعث النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا حنظلة بن الربيع يتكلم مع أهل الطائف يفاوضهم.
فغدروا به واختطفوه في طريقهم للدخول به الى باب الحصن.
بسرعة منقطعة النظير ورد فعل عسكري سريع قال النبي صلى الله عليه وسلم من لهؤلاء وله أجر كل هذه الغزوة وحده.
في لحظة كان العباس يجري في اتجاه الخاطفين وكان رجلا قويا شجاعا.
فاختطف حنظلة وخلصه من بين ايديهم وعاد به الى صفوف المسلمين.
وكان جيش المسلمين بعيدا عن الحصن وبعيدا عن مرمى سهام أهل الطائف وهم في أبراج سور حصن الطائف والحصن نفسه فوق تبة مرتفعة.
وفي سور الحصن فتحات يقف بها رماة الاسهم يرمون على العباس وحنظلة رضي الله عنهما.
وفوق الابراج يرمون الحجارة على من اسفل الحصن.
ليس هذا فحسب، بل كان أهل الطائف يرمون من الابراج حسك الحديد المحترق بالنار حتى الاحمرار.
فتخيل سيدنا العباس يجري من حملة السيوف والرماح خلفه ويقاوم رماة الاسهم من حوله ويتفادى رماة الاحجار من فوق الابراج ويتفادى رمي الحديد المحترق من أعلى ويتفاداه على الارض.
كل هذا وهو مشغول أيضا بحماية سيدنا حنظلة والحرص على العودة به سالما الى النبي صلى الله عليه وسلم
مستحيل إنسان يدخل في وسط هذه الجحيم وهو يريد الحياة ومتاعها، بل الطبيعي انه يريد الجنة ونعيمها (الشهادة في سبيل الله).
معلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشتبك بالجيش مع أهل الطائف في هذه الغزوة.
وبها يكون سيدنا العباس وحده هو من واجه جيش الطائف والذي يقاتله من خلف الاسوار وأعلى الابراج وأمام بوابة الحصن.
وبها استحق وعد النبي صلى الله عليه وسلم له ان من يخلص حنظلة من بين ايديهم فله أجر كل هذه الغزوة وحده وقد نالها العباس رضي الله عنه، وحق له ان ينالها.
المصدر:
كتاب كنز العمال ( 5/307).
كتاب حياة الصحابة – الكاندهلوي (1/426).
التاريخ الاسلامي