مقالات

يوم الأرض / بقلم المرحوم خالد احمد شاهين ( ابو احمد شاهين )

من عليا حمود

يشكل يوم الأرض معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي اعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم , وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والارهاب والتنكيل التي كانت وما زالت تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بإبعاده عن ارضه ووطنه , وتعبر الارض الفلسطينية الركيزة الاولى لإنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الادبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الاول في بال بسويسرا عام 1897.
هو يوم اضراب شامل للجماهير العربية داخل الارض المحتلة عام 1048 وذلك في 30 آذار 1976 احتجاجاً على اغلاق المنطقة المسماة (منطقة المل )ومصادرة الاراضي بهدف تهويد الجليل وراح ضحيته (ستة شهداء) في هذا اليوم , وهو يعتبر يوماً عاصفاً مفصلياً في نضال الأقلية العربية الفلسطينية التي بقيت في أراضيها عقب نكبة عام 1948, ودخل هذا اليوم ( يوم الارض) المفكرة السنوية للتاريخ الفلسطيني والعربي.
مسببات يوم الأرض :
تراكمت الآليات القانونية التي سنها الاحتلال الإسرائيلي والهادفة الى مصادرة الأراضي العربية التي كانت ملكاً للقرى والبلديات العربية.
وهذه قائمة موجزة لمجموع القوانين التي أصدرتها الحكومات والتي توجت بإغلاق المنطقة (9) وهي المنطقة المسماة ( المل) والتي تملك فيها قرى المثلث يوم الأرض (سخنين وعرابة ودير حنا) مساحات تصل الى ( 13500) دونم
1 _قانون الاراضي البور :
صدر هذا القانون عن وزارة الزراعة وينص على أن الأراضي التي لا يفلحها أصحابها لمدة سنة تعتبر كأرض بور, ومن حق الوزير توزيعها على جهات اخرى تتعهد باستعمالها لمدة خمس سنوات , بموجب هذا القانون أمكن مصادرة مساحات واسعة من اراضي القرى والبلدات العربية , وبعد أن منعهم الحكم العسكري من دخولها لمدة سنة أو أكثر, مما حولها الى أرض بور.
2_قانون أملاك الغائبين , آذار 1950 :
اعتبر غائباً كل من تغيب خارج حدود (دولة الاحتلال الاسرائيلي) بعد إعلان مشروع التقسيم يوم (29 تشرين الثاني 1947) سواء ترك مكان سكنه أو كان في إحدى الدول العربية أو أنه اختبأ ساعة الحب في احدى المغاور , أو في إحدى الجبال , أو في أي منطقة داخل حدود (دولة الاحتلال الاسرائيلي) كانت تحت سيطرة القوات العربية قبل (1 أيلول 1948).
وهكذا اعتبر غائباً جميع الذين فقدوا أراضيهم وممتلكاتهم وحتى بيوتهم , كما اعتبر سكان القرى العربية التي ضمت إلى (دولة الاحتلال الاسرائيلي) بموجب اتفاقية الهدنة في (رودس) مع المملكة الأردنية الهاشمية غائبين , ولكنهم اعطوا صيغة الحاضرين لأنهم استلموا الهويات الاسرائيلية, اذ لم يسمح لهؤلاء السكان بدخول اراضيهم لفلاحتها إلا بتصريح خاص من الحاكم العسكري, وهناك من لم يستطع فلاحة ارضه لأسباب مختلفة , فاعتبرت أرضا بورا أمكن مصادرتها بعد سنه حسب قانون البور
3_ قنون المواطنة والعودة 1950 _1952 :
يعتبر مواطناً كل من تواجد داخل حدود (دولة الاحتلال الاسرائيلي) يوم قيامها في (14 أيار 1948) وحتى اقرار هذا القانون يوم (14 تموز 1952) , وبذلك خسر جميع المواطنين العرب حقهم في الحصول على الجنسية او العودة الى ديارهم بعد أن رحلوا خلال الحرب العربية الاسرائيلية (1948 ) وبالتالي خسروا أراضيهم وممتلكاتهم وبيوتهم.
وفي عام (1950 ) صدر قانون العودة الذي يعطي الحق لليهود فقط في الحصول على الجنسية الاسرائيلية بصرف النظر عن الموقع او البلد الذي هاجروا منه الى (اسرائيل), وابقى القانون العرب الفلسطينيين خارج امكانية الحصول على هذه الجنسية , كان الهدف من هذا القانون منع من لجأ من الفلسطينيين من العودة الى وطنه.
4_قانون استملاك الاراضي 1953 :
اعلن وزير المالية في ( دولة الاحتلال الاسرائيلي )عن الحق في مصادرة أي اراضي لم تكن في حوزة اصحابها حتى ( الاول من نيسان 1952 ) والتي استعملت في الفترة الواقعة بين قيام الدولة وهذا التاريخ , لأغراض التطوير أو الاستيطان أ و الأمن , والتي اعتبرت ضرورية لمثل هذه الاغراض.
عوضت حكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي أصحاب هذه الأراضي بالسعر الذي كان دارجاً بتاريخ ( الاول من كانون الثاني 1950 ) وقد تمكن بعض أصحاب الأراضي من إجراء عملية مبادلة عندما اثبتوا أن الارض المصادرة كانت مصدر رزقهم الوحيد. ويعلل الكثير من الباحثين سبب انخفاض التعويضات بأن الارض المصادرة استعملت للمصلحة العامة
5 _قانون مرور الزمن عام 1956 :
نص هذا القانون على وجوب اثبات ملكية الارض من جديد وإلا فإنها تكون معرضة للمصادرة رغم وجود صاحبها عليها واستعماله لها.
أما المنطقة (9 ) فقد شكل إصدار الأوامر بعدم دخولها (القشة التي قسمت ظهر البعير) خاصة و أن رسالة بعثت بها شرطة (مسجاف) يوم (13 شباط 1976) موقعة من أحد رجال الشرطة (بأحرف يتعذر حلها) الى رؤساء المجالس المحلية الثلاثة في كل من (سخنين وعرابة ودير حنا )هذا نصها :
( حضرة المجلس المحلي
الموضوع منع دخول المنطقة 9, ليكن معلوما لديكم أن الدخول للمنطقة (9) ممنوع وكل من يدخل المنطقة (9) يعتبر عمله هذا مخالفة جنائية , إن كل من يقوم بالدخول الى المنطقة (9) يعتبر وكأنه دخل منطقة عسكرية
عليك أن تبلغ سكان القرية مضمون هذا التبليغ).
اعتادت الحكومة البريطانية استعمال هذه المنطقة للمناورات العسكرية في عامي (1941 و1942 ), أي خلال الحرب العالمية الثانية, وقد كانت تنذر اصحاب الاراضي بعدم دخولها اثناء المناورات, كما كانت تعوض الذين يصابون بأضرار نتيجة اصابتهم بألغام أو ببقايا أسلحة.
ومن المعروف أن (دولة الاحتلال الاسرائيلي) كانت قد احتلت سيناء كلها الى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية عام (1967 ) ولم تكن بحاجة عملياً لمثل هذه المنطقة الضيقة لإجراء مناورات لجيشها, والواضح أن الهدف مبطن , يقصد مصادرة هذه الاراضي بهدف تهويد الجليل وزرع المستوطنات اليهودية, بشتى أنواعها هناك , وهذا ما حدث بالفعل في منطقة ( المل _المنطقة 9)خلال عام 1967 وما بعده
كان لتصريح وزير الدفاع ( يوم 5 شباط 1976 ) ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق