ثقافه وفكر حر
هل سمعت بكتيبة الموت أو الفرقة الاستشهادية؟
هؤلاء هم خيرة فرسان العرب، وقد ضحوا بأنفسهم لإنقاذ جيش المسلمين من الهلاك في معركة اليرموك، ولأن المعركة كانت فاصلة فكان لابد من كسب المعركة بأي ثمن.
عندما قامت قوات الروم بمحاصرة جيش المسلمين من كل جانب وبإعداد ضخمة وقد وصلوا إلى فسطاط خالد مقر القيادة العامة للمسلمين وكادوا يقضوا على جيش المسلمين، هنا قام عكرمة بن عمرو بن هشام والده الملقب بأبي جهل بإتخاذ القرار الأصعب على الإطلاق في حياة أي إنسان ، لقد اتخذ عكرمة قرار الموت ، فنادى
بالمسلمين بصوت يشبه الرعد : أيها المسلمون من يبايع على الموت ؟ فتقدم إليه
400 فدائي ، ليكوَّنوا ما عرف في التاريخ باسم “كتيبة الموت الإسلامية وكسر عكرمة غمد سيفه وفعل الآخرون مثله”، عندها اتجه خالد بن الوليد نحو عكرمة وحاول منعه من التضحية بنفسه،
فنظر إليه عكرمة وقال : إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول اللّه سابقة،
أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول اللّه فدعني اكَفّر عما سلف مني ولقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة، وأفر من الروم اليوم ؟ إن هذا لن يكون أبدًا!
فانطلقت كتيبة الموت الإسلامية ، وتفاجأ الروم بأسود جارحة تنقض عليهم لتكسر جماجمهـم ،
وتقدم الفدائي تلو الفدائي من وحدة الموت العكرمية نحو مئات الاَلاف من جيش الإمبراطورية الرومانية ، وتقدم عكرمة بن أبي جهل بنفسه إلى قلب الجيش الروماني
فأمر قائد الروم أن تصوب كل السهام نحو هذا الفدائي ،
فسقط فرس عكرمة من كثرة السهام التي انغرست فيه ،
فوثب قائد كتيبة الموت
الإسلامية الفدائي البطل عكرمة بن أبي جهل من على ظهر فرسه وتقدم وحده نحو عشرات
الآلاف من الروم يقاتلهم بسيفه ، عندها صوب الروم سهامهم إلى قلبه ، فلمّا رأى المسلمون
ذلك المنظر الإنساني البطولي ، اختلطت المشاعر في صدورهم ، فاندفع فدائيو كتيبة الموت
العكرمية نحو قائدهم لكي يموتوا في سبيل اللّه كما بايعوه ، فلم يصدق الروم أعينهم وهم
يرون أولئك المجاهدين الأربعمائة يتقدمون للموت المحقق بأرجلهم ، فألقى الله في قلوب الذين كفروا الرعب ،
فرجع الروم القهقرة ، ولاذوا بالفرار وصيحات اللّه أكبر تطاردهم من
أفواه فدائى عكرمة ، فاستطاعت تلك الوحدة الاستشهادية كسر الحصار عن جيش المسلمين ،
ففتش خالد بن الوليد على ابن عمه عكرمة ليجده وهو ملقى بين اثنين من أعمامه : (الحارث ابن هشام) و(عياش بن أبي ربيعة ) والدماء تسيل منهم جميعًا،
فطلب الحارث ابن هشام بعض الماء ليشربه ، وقبل أن يشرب قطرة منه نظر إلى عكرمة بن ابي جهل وقال لحامل الماء:
اجعل ابن أخي يشرب أولًا فهو اكثر عطشا مني،
فلما اقترب
الماء من عكرمة أراد ان يشرب لكنه رأى عياش بجانبه فقال لحمل الماء : احمله إلى عياش
أولًا، فلما وصل الماء إلى عياش قال : لا أشرب حتى يشرب أخي الذي طلب الماء أولا ،،
فالتفت الناس نحو الحارث بن هشام فوجدوه قد فارق الحياة ، فنظروا إلى عكرمه فوجدوه قد استشهد، فرجعوا إلى عياش ليسقوه شربة ماء فوجدوه ساكن الأنفاس …
هؤلاء من يجب تدريس تاريخهم لٲبناءكم
وليس تاريخ نابليون وغيره من المفسدين في الأرض
التاريخ كما يجب ان يكون