يهل علينا من جديد شهر رمضان المبارك , وله شوق شديد في قلوبنا , كيف لا وهو شهر الخيرات والبركات , شهر المغفرة والتسامح والعفو وتنقية القلوب من كل الادران والأحقاد والرواسب السلبية التي تكدست في القلوب , شهر رمضان المبارك فرصة من أجمل الفرص لنغرس بذور التسامح والسلام والمحبة والاحترام في نفوسنا وننشرها حولنا. إن النواة الحقيقية لغرس قيم التسامح، هي الأسرة خصوصاً الأبوين، حيث عليهما تربية اولادهم على هذه الخصلة الحميدة، أن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، وكذلك لدور العبادة دور مهم في هذا الموضوع , وكذلك للمدرسة أيضا . في رمضان سارعوا إلى الخيرات، وعاملوا الناس بأخلاقكم وليس بأخلاقهم وسامحوهم ،
حاول يا اخي العزيز أن تخرج من الدنيا كما دخلتها سليم الفكر والضمير، وليكن همك في الأساس مرضاة الله وليس الناس، فلا يوجد شيء أجمل على النفس من التسامح ولا أحلى من خلق التواضع , فالصيام ليس فقط عن الطعام والماء , بل مغزاه عظيم وهو سمو النفس واتصالها مع الخالق بكل خشوع , والشعور مع الفقراء والمساكين والتصدق عليهم , وان تكون صادقا وأمينا , وان تكف عن أذى الناس والنميمة والغش والكذب , ونبذ العنف والاعتداء على الآخرين , فصياما مقبولا .
لا تملأوا الموائد بما لذ وطاب من الطعام وتنشروا صور الموائد المكدسة بأنواع الطعام , فهذا ليس من أهداف الصيام ,ولا تنسوا الفقراء والمساكين فتصدقوا عليهم بما أنعم الله عليكم من نعم .
وكل عام والجميع بالف خير
الدكتور صالح نجيدات
